[43_2]
الميزان، وأسى في العوض، فالحمد لله وإنا إليه راجعون.
وكتب موصيا بشخص وهي من مختصراته: حق موصل كتابي إليك كحقه علي، إذ جعلك موضعا لأمله، ورآني أهلا لحاجته، وقد أنجزت حاجته فصدق أمله. وكتب عن هشام بن عبد الملك إلى يوسف بن عمر وهو باليمن في السلامة: أما بعد فإن أمير المؤمنين كتب إليك وهو في نعمة الله عليه، وبلائه عنده ولده وأهل لحمته، والخاص من أموره والعام والجنود، والقواصي والثغور، والدهماء من المسلمين، على ما لم يزل ولي النعم يتولاه من أمير المؤمنين، حافظا له فيه، ومكرما له بالحياطة لما ألهمه الله فيه من أمر رعيته، وعلى أعظم وأكمل ما كان يحوطه فيه، ويذب له عنه؛ والله محمود مشكور إليه مرغوب فيه. وأحب أمير المؤمنين لعلمه بسرورك به، أن يكتب إليك بذلك لتحمد الله عليه وتشكره به، فإن الشكر من الله بأحسن المواضع وأعظم المنازل؛ فزد منه تزدد به، وحافظ عليه تحفظ به، وارغب فيه يهد إليك مزيد الخير، ونفائس المواهب، وبقاء النعم. فاقرأ على من فبلك كتاب أمير المؤمنين اليك، ليسر به جندك ورعيتك، ومن حمله الله النعم بأمير المؤمنين ليحمدوا ربهم على ما رزق الله عباده من سلامة أمير المؤمنين في بدنه، ورأفته بهم، واعتنائه بأمورهم، فإن زيادة الله تعلو شكر الشاكرين والسلام.
وهذه نسخة ما كتب به عبد الحميد إلى بعض من خرج عن الطاعة وهو: أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أنك تحمل المرد على الجرد، فسترد عليك جنود الله المقربون، وأولياء الغالبون، ويرد عليك مع ذلك حزبه المنصور من الكهول، على الفحول، كأنها الوعول، تخوض الوحول، طوال السبال، تختضب بالجريال، رجال هم الرجال، بين رامح وناشب، ليس معهم إلا كلب محارب، ولا ينكلون عن الأصحاب، قد ضروا بضرب الهام، واعتادوا الكر والإقدام، ليسوا بذي هينة
مخ ۴۳