[41_2]
المؤمنين، جعل معها شكرها مقرونا بها؛ فهي تنمى بالزيادة، والشكر مصاحب لها، فليست تدخلني وحشة من أبناء حاجتي، وأنا أعلم أنه لو وصل إلى أمير المؤمنين علم حالي أغناني عن استزادته، ولكني تكنفتني مؤن استنفضت ما في يدي، وكنت للخلف من الله منتظرا، فإني إنما أتقلب في نعمه، وأتمرغ في فوائده، وأعتصم بسالف معروفه كان عندي.
ومنها ما أنشأ إلى أخ له في مولود ولد له وهو أول مولود كان: أما بعد فإن مما أتعرف من مواهب الله نعمة خصصت بميزتها، واصطفيت بخصيصتها كانت أسر لي من هبة الله لي ولدا أسميته فلانا، وأملت ببقائه بعدي حياة وذكرى، وحسن خلافة في حرمي، وإشراكه إياي في دعائه، شافعا لي إلى ربه، عند خلوته في صلاته وحجه، وكل موطن من موطن طاعته، فإذا نظرت إلى شخصه تحرك به وجدي، وظهر به سروري، وتعطفت عليه مني أنسة الولد وتولت عني به وحشة الوحدة، فأنا به جذل في مغيبي ومشهدي، أحاول مس جسده بيدي في الظلم، وتارة أعانقه وأرشفه، ليس يعدله عندي عظيمات الفوائد ولا منفسات الرغائب؛ سرني به واهبه لي على حين حاجتي، فشد به أزري وحملني من شكره فيه ما قد آدني بثقل حمل النعم السالفة إلي به، المقرونة سراؤها في العجب بما رأت ما يدركني ؟ به من رقة الشفقة عليه، مخافة مجاذبة المنايا إياه، ووجلا من عواصف الأيام عليه. فأسال الله الذي امتن علينا بحسن صنعه في الأرحام، تأديبه بالزكاة وحرسه بالعافية، وأن يرزقنا شكر ما حملنا فيه وفي غيره، وأن يجعل ما يهب لنا من سلامته، والمدة في عمره، موصولا بالزيادة، مقرونا بالعافية، محوطا من المكروه، فإنه المنان بالمواهب، والواهب للمنى، لا شريك له. حملني على الكتاب إليك لعلم ما سررت به عملي بحالك فيه ؟ وشركتك إياي في كل نعمة أسداها إلي ولي النعم، وأهل الشكر أولى بالمزيد من الله جل ذكره والسلام عليك.
مخ ۴۱