[40_2]
فجاد خطي؛ وذكر صاحب الصناعتين أن عبد الحميد كان إذا استخبر الكاتب في كتابه، فكتب خبرك وحالك وسلامتك، فصل بين هذه الأحرف ويقول قد استكمل كل حرف منها آلته، ووقع الفصل عليه.
وكان كثيرا ما ينشد:
إذا خرج الكتاب كانت دويهم ... قسيا وأقلام الدوى لها نبلا
قال زيد الأعجم حضرت جنازة هاشم فسمعت عبد الحميد ينشد:
وما سالم عما قليل بسالم ... وإن كثرت أحراسه ومواكبه
يريد سالم بن عبد الله، ويقال ابن عبد الرحمن أبو العلاء مولى هاشم ابن عبد الملك وكاتبه، وكان على ديوان الرسائل لهشام وللوليد بن يزيد.
وإن كان ذا باب شديد وحاجب ... فعما قليل يهجر الباب حاجبه
ويصبح بعد الحجب للناس مفردا ... رهينة بيت لم تستر جوانبه
فنفسك أكسبها السعادة جاهدا ... فكل امرئ رهن بما هو كاسبه
ورويت هذا الأبيات للأصمعي بتغيير البيتين الأخيرين إلى قومه:
وما كان إلا الدفن حتى تفرقت ... إلى غيره أفراسه ومواكبه
وأصبح مسرورا به كل كاشح ... وأسلمه أحبابه وحبائه
ومن شعره:
كفى حزنا أني أرى من أحبه ... قريبا ولا غير العيون تترجم
فأقسم لو أبصرتنا حين نلتقي ... ونحن سكوت خلتنا نتكلم.
نموذجات من مختصراته وبطولاته:
وإذا جئنا نتعرف إلى عبد الحميد في مطالبه وحاجاته، وشفقته على نفسه وولده ورحمه، فلدينا مما أبقت الأيام عليه من رسائله نموذجات يتجلى لنا فيها روحه؛ منها ما كتبه إلى مروان في حاجة: إن الله بنعمته علي لما رزقني المنزلة من أمير
مخ ۴۰