[37_2]
بعبد الحميد كاتبه، فعرض عليه رؤوس القتلى لأنه قتل في ستة أو سبعة من خواصه، وكانوا معه، فعرفه رأسه، وحمل عبد الحميد إلى أبي العباس، فسلمه إلى عبد الجبار صاحب شرطته فقتله. وهنا أيضا أضطرب في رأي من ترجموا لعبد الحميد في نهاية أمره، كما وقع الاختلاف في أصله؛ ولم يعقل أنه تخلف عن سيده في الجزيرة، والأرجح أنه قتل في مصر على رواية المسعودي.
بلاغته وأسلوبه:
كان عبد الحميد على ما قال صاحب العقد أول من فتق أكمام البلاغة، وسهل طرقها، وفك رقاب الشعر، وضربت الأمثال ببلاغته؛ وقد أشار البحتري إلى ذلك في قصيدته إلى محمد بن عبد الملك قال:
وتفننت في البلاغة حتى ... عطل الناس فن عبد الحميد
وقال ابن الرومي لأبي الصقر:
لو أن عبد الحميد اليوم شاهده ... لكان بين يديه مذعنا وسنا
وقال ابن إسفنديار الكاتب:
وهو في الحذق والبلاغة في الت ... طفيل عبد الحميد في الكتاب
وقال أبو إسحاق الصابي:
أنسيتم كتبا شحنت فصولها ... بفصول در عندكم منضود
ورسائلا نفذت إلى أطرافكم ... عبد الحميد بهن غير حميد
وقال إبراهيم بن عباس الصولي وقد ذكر عبد الحميد عنده: كان والله الكلام معانا له، ما تمنيت كلام أحد من الكتاب قط أن يكون لي إلا كلامه.
جاء عبد الحميد بطريقة جديدة في الكتابة العربية، شرعها لكل من يحمل القلم بعده، فنقل الإنشاء من طور إلى طور لم يكد يتغير حتى عهد أبن العميد، وقالوا افتتحت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد. وبلاغة عبد الحميد لا تجنيس
مخ ۳۷