عرب ادبيان په عباسي عصرو کې
أدباء العرب في الأعصر العباسية
ژانرونه
وهذا أيضا فن جديد ظهر بعد أن ترقت الطريقة الصوفية، وصارت علما يعتمد على الفلسفة. وكانت قبلا أشبه بالزهد مقتصرة على العبادة، والانقطاع إلى الله، والإعراض عن زخرف الدنيا. ويعنى الصوفيون على الأخص بثلاثة أشياء؛ أولها: الاتصال بالله في هذه الحياة الدنيا. والثاني: انبثاق العالم من الله. والثالث: رجوعه إليه تعالى ويسمونه الوصال. ويزعمون أنهم في اتصالهم بالذات تتكشف لهم الحقائق المخبوءة فيرون الجنة وما فيها من أشجار وأنهار، وحور وولدان، ويرون الجحيم وما فيه من أبواب وعذاب. ولا يتم عندهم هذا الفتح الإلهي إلا بعد مجاهدة وذكر وخلوة، يعكف عليها الصوفي، فتأخذه غيبوبة يعبرون عنها بالانجذاب والسكر، فيتوصل إلى الكشف والمشاهدة. ولهذا كثر تغزلهم بالخمرة الإلهية ونشوتها، وتغزلوا بالذات والصفات، ووصفوا الجنة ونعيمها. ولهم في ذلك اصطلاحات مخصوصة بهم يستعملونها في شعرهم ونثرهم. والمنظومات الصوفية من الشعر الرمزي ظاهرها غزل متهالك، وباطنها توجد بالعزة الإلهية. وكان ظهور هذا الفن في أرض الفرس والعراق لأن ثمة مولد الصوفية، ثم امتد بامتدادها إلى الشام فمصر.
ومن الشعر الصوفي قول عبد الكريم القشيري المتوفي سنة 465ه/1072م:
سقى الله وقتا كنت أخلو بوجهكم
وثغر الهوى في روضة الأنس ضاحك
أقمنا زمانا، والعيون قريرة
وأصبحت يوما والجفون سوافك (1-3) الفخر والحماسة
كان هذا الفن قد ضعف في صدر الدولة العباسية؛ لضعف العصبية والنخوة، وانصراف الشاعر إلى القصف والمجون، فلما توالت الحروب والفتن، هب الأمراء للدفاع عن ممالكهم، فآنسوا في شعوبهم فتورا واستكانة، ونفورا من الحرب والنجدة، فأخذوا يبثون فيهم روح الشجاعة والحمية، وحثوا الشعراء على الفروسية والإقدام. وكان ملوك العرب أشد عناية من غيرهم باستخدام الشعر الحماسي، فسيف الدولة حمل المتنبي إلى حلب، ودفعه إلى الرواض فعلموه الفروسية والطراد، فكان يصحبه في غزواته إلى بلاد الروم، ويصف معاركه، ويبعث بشعره الحمية في صدور الرجال. وقيل إن الخليفة الفاطمي أوعز إلى القصاصين بنشر سيرة عنترة لتثقيف المصريين على الفضائل الجاهلية من فروسية وشجاعة ونجدة. ونظمت لهذه القصة أشعار حماسية أضيفت إلى عنترة وأقرانه، ورصع بها صدر كل معركة أو مبارزة، فاستعاد هذا الفن سابق عزه، وكان الفضل في إحيائه لشعراء العرب الخلص كالمتنبي وأبي فراس والشريف الرضي وأمثالهم، فجددوا به عهد الشعراء الفرسان، وأبدعوا في وصف التحام الجيوش، ووقع الأسنة والسيوف، وشيخ وصافيهم أبو الطيب المتنبي. (1-4) الدهريات
وكان من تتابع الحروب والمحن، واستفحال الفقر والعوز، أن تفاقم تذمر الناس على زمانهم، فباتوا لا تحدث لهم حادثة إلا أضافوها إلى الدهر، وأحالوا عليه باللوم والعتب كأنما هو شخص مسئول عن أعماله. واعتادوا ذلك حتى غلب على كلامهم، وتلون به شعرهم، فأصبح فنا ولكنه ممتزج بغيره. ثم أنشأ الشعراء ينظمونه منفردا فعل ابن الرومي وأضرابه، وتم له الاستقلال في هذا العصر، وسموه شكوى الدهر أو الدهريات. (1-5) الزهريات
وهي وصف الطبيعة وجمالها، وهذا الفن قديم في الشعر العربي، فلما كثر النظم فيه أفردوا له بابا قائما بذاته دعوه الزهريات. وخصوه بنعت الرياض والبساتين، والأشجار والأزهار والأطيار، وغيوم الربيع ووسميه وما شاكل. (1-6) الإخوانيات
هذا باب انفرد به النثر قبل الشعر، ثم لما كثر النظامون، وتعاطى القريض الوزراء وكتاب الدواوين وأهل الفقه والقضاء، أصبحوا يتراسلون بالشعر كما يتراسلون بالنثر، فاستعملوه في التهنئة والتعزية والشكر والعتاب والاستعطاف، وغير ذلك مما يدور بين الأصحاب من مراسلات. (1-7) الهزليات
ناپیژندل شوی مخ