205

عرب ادبيان په عباسي عصرو کې

أدباء العرب في الأعصر العباسية

ژانرونه

ويشمل هذا الباب الدعابة والعبث والتهكم، ويغلب عليه الهزل والمجون، وهو غير جديد في نوعه، فقد ظهر منه شيء في ملاحيات بشار وحماد عجرد، ثم في مداعبات أبي نواس وأصحابه المجان، ولكن لم يختص به شاعر يتخذه فنا، يميزه من غيره، قبل أن يظهر في بغداد أشباه ابن سكرة وابن حجاج من شعراء هذا العصر؛ فإنهم جعلوا منه عرضا مقصودا، وغاية يرمى إليها، فاصطبغ به شعرهم دون غيره من الفنون والأغراض . ودونك مثالا عليه هذه الأبيات من مقصورة صريع الدلاء التي عارض بها مقصورة ابن دريد، وأخرجها متهكما مخرج الحكم والأمثال:

من لم يرد أن تنتقب نعاله

يحملها في كفه إذا مشى

ومن أراد أن يصون رجله

فلبسه خير له من الحفا

من صفع الناس ولم يدعهم

أن يصفعوه فعليهم اعتدى

من طبخ الديك ولا يذبحه

طار من القدر إلى حيث يشا

وكان للاصطلاحات الفلسفية، والمزاعم الصوفية حظ من هذا الشعر، فإن أصحابه اصطنعوها وسيلة للضحك والسخرية، فمن ذلك أن المتفلسفين كانوا يشبهون الإنسان بعالم صغير، فيقول إخوان الصفاء في رسائلهم: «إن هذا الجسد لهذه النفس هو بمنزلة دار لساكنها، فرجلاه وقيام الجسد عليهما كأساس الدار، ورأسه في أعلى بدنه كالغرفة في أعلى الدار.» إلى أن يقولوا: «ورقبته وطولها كرواق الدار، وفتح حلقومه وجريان الصوت فيه كدهليز الدار.» فانتحل ابن سكرة آراءهم في نزلة نزلت به فقال:

ناپیژندل شوی مخ