429

Two Commentaries by Ibn Hisham on Alfiya Ibn Malik

حاشيتان لابن هشام على ألفية ابن مالك

ایډیټر

جابر بن عبد الله بن سريِّع السريِّع

ژانرونه

قلت: هذا ابتداء مفرد، لا كلامٌ، بخلاف: زيد إنَّه فاضل.
فإن قلت: فهذا مفهومٌ من قوله: «وهَمْزَ "إِنَّ" افتحْ» البيتَ.
قلت: والمواطنُ كلُّها كذلك، وإنما هذا تفصيل لها.
وذَكَر ابنُه (^١) هذه الأقسامَ الثلاثةَ تحت قوله: «في الابتدا»، ولمَّا تكلم (^٢) على ما يجوز فيه الوجهان ذكر "حتى"، و"لا جَرَمَ"، و"أَمَا"، وفسَّره بأنها إن كانت "حتى" ابتدائيةً كُسِرت، نحو: حتى إنهم لا يرجونه، أو عاطفةً أو جارَّةً فُتِحت، نحو: عرفت أمورَك حتى أنك فاضل، وإن كانت "أَمَا" بمعنى "أَلَا" كُسِرت، أو "حَقًّا" فُتِحت، وإن كانت "لا جَرَمَ" بمعنى "حَقًّا" -وبذلك فسَّرها المفسرون- فُتِحت، أو بمنزلة اليمين، كقولك: لا جَرَمَ لقد أحسنتَ إليَّ، و: لا جَرَمَ لآتينَّك، كُسِرت.
فيقال: كان ينبغي أن يذكر (^٣) "حتى" الابتدائيةَ مع "أَلَا" الاستفتاحيةِ في وجوب الكسر، كما ذكرتَها بعد المبتدأ، فإن الكلام قد ابتد (^٤) بعدها، وكذا بعد "لا جَرَمَ" إذا كانت بمنزلة اليمين، و"أَلَا" إذا كانت بمعنى "حَقًّا"، وأن لا يذكر (^٥) ذلك فيما يجوز فيه الوجهان؛ لأن الذي يُفتَح بعده غيرُ الذي يُكسَر، بخلاف المواطن التي ذكر المؤلفُ فيها جواز الوجهين.
ثم ينبغي أن يَذْكُر مواطنَ الكسر كلَّها تحت قوله: «في الابتدا»؛ إذ جمله (^٦) على ابتداء الجملة، والتحقيقُ: أن لا يَذكُر مسألةَ الخبر، وأن يذكر بدلَها مسألةَ الابتداء، أو يتركَها، ويذكرَ افتتاحَ النطق، والواقعَ بعد حروف الاستفتاح.
ولقد أجاد الناظمُ، حيث لم يذكر هذه المواطنَ الثلاثةَ فيما يجوز فيه الوجهان،

(^١) شرح الألفية ١١٨.
(^٢) شرح الألفية ١٢١.
(^٣) كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: تذكر.
(^٤) كذا في المخطوطة، والصواب: ابتدئ.
(^٥) كذا في المخطوطة، والمناسب للسياق: تذكر.
(^٦) كذا في المخطوطة، والصواب ما عند ياسين: حَمْلُه.

1 / 430