تحفت المراء په وزيرو تاريخ کې
تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء
پوهندوی
عبد الستار أحمد فراج
خپرندوی
مكتبة الأعيان
ژانرونه
تاريخ
ثم أتبع ذلك بالخطاب القبيح بما يشاكله، وأعلمه أنه قد أخطأ وأساء، وجنى على نفسه وعلى أبيه جناية لا يمكن تلافيها، وأنه كان يجب أن يستسلف المال من التجار ويلتزم في ماله ومال أبيه الربح فيه ولا يفعل ما فعله.
قال أبو القاسم: وسمعت جماعة من الكتاب يذكرون أن السواد لم يرتفع لأحد بعد عمر بن الخطاب ﵁ بمثل ما ارتفع له إلا المعتضد بالله فإن أبا العباس أحمد ابن محمد بن الفرات رفعه في أيامه ثلاثمائة ألف وأربعين ألف كر شعيرًا مصرفًا بالفالج، وباع الكرين بالمعدل من الحنطة والشعير بتسعين دينارًا فكان ثمن الأكرار أربعة آلاف ألف وثمانين ألف دينار، وحصل من الخراج وأبواب المال أكثر من ألف ألف دينار، فإذا أضيف إلى ذلك فضل الشروط والمقاطعات والإيغارات، بلغت الجملة ما حصل لعمر بن الخطاب رضوان الله عليه.
قال أبو القاسم: وسمعت مشايخ الكتاب يقولون: إنه لم يجتمع في زمن من الأزمنة خليفة ووزير وصاحب ديوان وأمير جيش مثل المعتضد بالله. وأبي القاسم عبيد الله ابن سليمان وأبي العباس بن الفرات وبدر. فكان التدبير مع هؤلاء الأربعة مطردًا، والأمر منتظمًا، والعمارة وافرة الأموال دارةً، حتى اجتمع في بيت المال بعد النفقات الراتبة والحادثة وإطلاق الجاري للأولياء في سائر النواحي وجميع المرتزقة بها وبالحضرة تسعة آلاف ألف دينار فاضلةً عن جميع
1 / 209