198

تحفت المراء په وزيرو تاريخ کې

تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء

پوهندوی

عبد الستار أحمد فراج

خپرندوی

مكتبة الأعيان

ژانرونه

تاريخ
الدخول إليه، وكان القاسم لذلك أكره، لكن الضرورة دعته إلى ما خالفه رأيه وإيثاره فيه، فأخذه معه، واستأذن له على المعتضد بالله، فأوصله. فلما مثل بين يديه استدناه وقربه، وأقبل يسأله عن نواحي السواد، وما يرتفع منها ومن عبرها القديمة في الوقت الذي اقتتحت فيه. ثم تجاوز ذلك إلى نواحي البصرة ونواحي الأهواز ثم فارس وكرمان وسبجستان وفرج بيت الذهب والقندهار والسند والهند والصين، ثم نواحي خراسان والجبل، ثم نواحي الموصل وديار ربيعة ومضر وأجناد الشام ومصر والإسكندرية وما وراء ذلك من البلدان. وهو يجيبه بارتفاع ناحية ناحية، وفي أيام من فتحت، ويشرح له أحوالها، فاستعظم المعتضد بالله ما شاهده وسمعه منه، وأعجبه إعجابًا شديدًا، وأقبل عليه إقبالًا كثيرًا شق على أبي الحسين القاسم، وندم معه على الجمع بينه وبينه. ثم سأل أبا العباس عما عنده في أمر المال الذي التمسه القاسم منه فعرفه صدق الحاجة إليه، وضمنه رده إلى بيت مال الخاصة، فضمن له ذلك عند افتتاح الخراج واتساع الارتفاع، فوقع إلى صاحب بيت المال بإطلاقه، ووقع إليه وإلى صاحب بيت مال العامة بألا يقبلا توقيعًا للقاسم في شيء من المال إلا بعد أن يكون فيه توقيع أحمد بن محمد بن الفرات، وأعلمه أن إعتماده في استيفاء الأموال وجمعها عليه لا يعرف فيها سواه. وانصرف القاسم كئيبًا حزينًا بما جرى، ولم ينفذ له من بعد توقيع بإطلاق مال إلا ما يوقع فيه أبو العباس. وكتب القاسم إلى أبيه بصورة المجلس، فكتب إلى أبي العباس يشكره على ما كان منه، وإلى القاسم يوبخه ويعنفه على فعله، وقال له في فصل من كتابه: كنت ظننت أن السن حنكتك، والأيام قد ثقفتك، حتى ورد كتابك بما ورد به.

1 / 208