============================================================
الانساني، وهو جالس تحت شجرة تين فارعة فاذا ببصيرته تنفذ الى اعماق اللغز المحير وقد قضى الليل بطوله في تامل عميق وعندما بزغ الفجر عرف انه قد وجد الحل وانه قد اصبح الرجل المستنير، الحكيم بين قومه، وكان معاصروه على استعداد لقبوله اذ عرفوه من خلال تعاليمه الروحية الومن زهده في الجاه، واصراره على كلمة الحق، ومن السيرة المستقيمة التي تميز بها طوال اعوام دعوته، وشاهدوا في النور الذي اشرق على سلوكه واخلاقياته حقيقة ما بشرت به اسفار الفيدا المقدسة التي بشرت من قبل بحكيم يجدد ما طمسه الزمن من معالم الدين البرهمي، وينقي ما علق به بتوالي الاجيال: وتتلخص تعاليم (بودا) با يدعوه (البوديون) -الحقائق النبيلة الأربع - وهي اولا : ان الحياة الانسانية خالية من السعادة فعلا . ثانيا : وان السبب لعسدم السعادة هو الانانية الاننسانية والشهوات . ثالثا : ان هذه الانانية والشهوات يمكن ان تبطل عندما تتخلص من الشهوات وكبح جماحها بالوصول الى حالة (النرفانا) وتعني السيطرة على النفس والبحث عن الحقيقة والنشاط والهدوء والغبطة والتركيز وعلو النفس وانها حالة من السعادة يبلغها الانسان في هذه الدنيا باقتلاعه عن كل الشهوات الجسدية اقتلاعا تاما، وتحرير الفرد من عودته الى الحياة (الانعدام
مخ ۵۴