============================================================
عن وضعه المترف لانه لاحظ ان معظم البشر كانوا من الفقراء الذين يقاسون مرارة العيش والفاقة، ولاحظ ان السعادة لم تكن من نصيب الاغنياء ايضا اذ كان الفشل يحوطهم وان المرض يصيب الانسان ومن ثم لا بد لنا من الاستسلام صاغرين للموت، وفكر بانه يجب ان يكون هنالك في الحياة شيء آخر غير الملذات الزائلة التي كانت سرعان ما يمحوها الالم والموت: ولما بلغ التاسعة والعشرين وعند ولادة ابنه الاول قرر ان ينبذ الحياة التي يعيشها ويكرس نفسه بكل جوارحه للبحث عن الحقيقة فرحل عن قصره تاركا كل شيء من حطام الدنيا، وانقطع للدراسة عند بعض الرجال الصالحين في المدينة ولكنه وجد بعد حين ان تعاليمهم وحلولهم لمشاكل الاوضاع الانسانية كانت حلولا غير مرضية، وقد كان الاعتقاد السائد في عصره ان الزهد والتقشف هما الطريق الوحيد للحكمة الحقة، ولذلك حاول ان يصبح زاهدا واشغل نفسه لعدة سنوات في الصيام القاسي واماتة الجسم بكبح الشهوات او بالتعذيب الذاتي ، ولكنه ادرك بالتالي ان تعذيبه الجسم ما هو الا قتل واضعاف للعقل دون ان يقربه ولو حثيثا الى الحقيقة والحكمة ولذلك عاود الاكل الطبيعي ونبذ الزهد والتقشف .
وبينما كان في وحدته يحاول النفوذ الى السوجود
مخ ۵۳