وقال أبو سعيد بكر بن منير : كان حمل إلى محمد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه فلان، فاجتمع بعض التجار إليه بالعشية، فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم. فقال لهم: انصرفوا الليلة. فجاءه من الغد تجار آخرون، فطلبوا منه البضاعة بربح عشرة آلاف درهم فردهم، وقال: إني نويت البارحة أن أدفع إليهم بما طلبوا -يعني الذين طلبوا أول مرة- فدفع إليهم بربح خمسة آلاف، وقال: لا أحب أن أنقض نيتي.
وقد بلغنا أن تجارته كانت من مال ورثه من أبيه، وكان يعطيه مضاربة لمن يتجر فيه، وكان يتصدق منه بالكثير ويبر الطلبة ويحسن إليهم.
روي أنه مرة ناول رجلا من الطلبة صرة فيها ثلاثمائة درهم خفية، فأراد الرجل أن يدعو له فقال له: ارفق، واشتغل بحديث آخر كيلا يعلم بذلك أحد.
وروي أنه كانت له قطعة أرض يكريها من رجل كل سنة بسبعمائة درهم، فكان ذلك المكري يزرع فيها ما أحب من الربيعي والخريفي فربما حمل إلى أبي عبد الله البخاري قثاة أو قثاتين، لأن أبا عبد الله كان معجبا بالقثاء النضيج، وكان يؤثره على البطيخ أحيانا، فكان يهب لهذا الزارع مائة درهم كل سنة بحمله القثاة إليه أحيانا.
مخ ۲۰۸