قال الفربري فيما خرجه الخطيب في ((تاريخه))، ثنا محمد بن أبي حاتم، قال: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل: تحفظ جميع ما أدخلت في المصنف؟ قال لا يخفى علي جميع ما فيه.
وخرج أيضا من طريق محمد بن أبي حاتم الوراق سمعت حاشد بن إسماعيل يقول: كان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل يختلف معنا إلى مشايخ البصرة وهو غلام، فلا يكتب حتى أتى على ذلك أيام، فكنا نقول له: إنك تختلف معنا ولا تكتب، فما معناك فيما تصنع؟ فقال لنا بعد ستة عشر يوما: قد أكثرتما علي وألححتما ، فاعرضا علي ما كتبتما. فأخرجنا ما كان عندنا، فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها على ظهر القلب، حتى جعلنا نحكم كتبنا على حفظه. ثم قال: أترون أني أختلف هدرا وأضيع أيامي؟! فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد. قال: وكان أهل المعرفة من أهل البصرة يغدون خلفه في طلب الحديث، وهو شاب حتى يغلبوه على نفسه، ويجلسونه في بعض الطريق، فيجتمع عليه ألوف، أكثرهم من يكتب عنه. قال وكان أبو عبد الله عند ذاك شابا لم يخرج وجهه.
مخ ۱۸۹