وقوله:{وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون} . وإلا فما العذر بعد العلم بذلك وبأن الله هو الرزاق دون الإقتحام على المهالك، ولو أنه اعتمد التقوى وترك ما لا يحل له ولا يجب لصدق وعد الله له في قوله: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب} {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون} . وقال:{وألو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا } . وقال:{فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى، وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى، أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لايات لأولي النهى} .
يعني ذوي العقول فيعلمون أن التهاون بأوامر الله ورسله هو الذي أهلك القرون الماضية، والأمم الفانية، وأي تهاون أعظم من الإستمرار على أكل ما حرم الله من الزكاة بما في ذلك من أنواع المعاصي التي أولها ترك الطاعة لله ورسوله.
وثانيها إن عدم الحظ على طعام المسكين من موجبات تصلية الجحيم، فكيف من أكل ما عينه الله له وفرضه على غيره في كتابه وعلى لسان نبيه .
وثالثها: إن الله ما حرم الزكاة على الهاشمي إلا تنزيها لرسوله (ص) وتشريفا، فأكلها من ذوي قرباه لم ينزه الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يشرفه لتلوثه . بما أمر بتنزيه فرع رسول الله وفرع أصول عنه.
مخ ۱۷۰