239

تحفة الاسماع او الابصار

تحفة الأسماع والأبصار

[وهنا نشرع في] ذكر السبب المقتضى لذلك، وهو أن الملك المعروف بجهة الحبشة المسمى بلغتهم (سجد فاسلداس) بن السلطان سجد سينوس، -ومعنى (سجد) كما ذكره لي بعض أهل لغتهم-: كثير السجود، ومعنى سينوس من أسماء الباري عز وجل بلغتهم- وجه إلى مولانا وإمامنا أمير المؤمنين وسيد المسلمين، ومبيد أهل البدع والمفسدين، المؤيد بالله رب العالمين- سلام الله ورحمته ورضوانه- رسولا من مسلمي تلك الديار في عام اثنتين وخمسين وألف ووجه صحبته بهدية من الدقيق والزباد وسلاح الحبشة، وضمن كتابه استدعاء رجل يصل إليه من خاصة الإمام -عليه السلام- ولم نكن على اطلاع على خاصة سر هذه القضية ومعرفتها، وإنما أخذت ذلك من رواية سيدنا القاضي العلامة غرة علماء الشيعة والعلامة، وجوهرة عقد أعضاء الخلافة والإمامة، شمس الملة والدين، أحمد بن سعد الدين بن الحسين المسوري -أطال الله عمره- سمعته يملي على مولانا المتوكل على الله -أيده الله تعالى- فكان من حديثه أنه قال مولانا المؤيد بالله-سلام الله عليه- لم يستحسن المسارعة إلى[80/أ] إجابة هذا الملك بإرسال أحد إليه قبل المعاودة منه، وتكرار المراسلة، قال: فإن عاد من كتاب آخر بعد ذلك فلا بأس بإسعافه إلى مطلبه، وانبرم الرأي على الجواب عليه وتأخر[الرسول] المطلوب من أصحاب الإمام -عليه السلام- فكتب جواب الملك ووجه إليه مولانا المؤيد بالله-رضوان الله عليه- هدية سنية، وعطية فاخرة هنية، وصدر رسول من الحضرة المؤيدية، مثنيا عليهم بلسان الثناء، متمليا من أنوار ذلك الفضل والسناء، وتوجه راجعا من جهة بندر (المخاء) حرسه الله تعالى.

مخ ۳۵۶