وبعد: فإنه حداني محبة العترة النبوية كما أمرني رب البرية، وجاءت به الآثار المصطفوية أن كتبت جملا من وسيع سيرة مولانا وإمامنا ومجدد عصرنا، والمشبه بموسى الكليم فينا، بإهلاك الله سبحانه على يديه عدونا، ونفيه الذل عن أعناقنا، الإمام الأعظم، وحجة الله على أهل عصره من الأمم، المنصور بالله أمير المؤمنين القاسم بن محمد بن رسول الله -صلوات الله وسلامه على روحه الطاهرة في الدنيا والآخرة- ولما كان بركته فينا وخليفته علينا بالحجج الباهرة والأدلة الظاهرة ولده الإمام الكامل، والخليفة العادل، المؤيد بالله أمير المؤمنين محمد بن أمير المؤمنين-صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين-. فألفت لذلك كذلك جملا من سيرته، وزبدا من فوائد دعوته، ونبذا من غرائب ما أعطاه الله من بعض الوصف لصفته. فلما قبضه الله إليه واختار له ما لديه مقبولا عمله، مشكورا سعيه، محمودا فعله، بعد أن أظهر حجته وأعلى كلمته، ونشر دعوته، فأظلمت على أهل الإسلام معالمهم فماجوا ، وتعتع أهل الأمان فهاجوا ، وأشفقوا من الخلاف المفرق وطاشوا وعاجوا، وكان مولانا السيد الأفضل، والعلم العلامة الأطول، ربي حجر الخلافة النبوية، ورضيع أخلاف الدوحة العلوية، صفي الدين أحمد بن أمير المؤمنين المنصور بالله رب العالمين -أطال الله بقاه- في مقام أخيه الإمام، وشقيقه الهمام، فرع العيون إليه، ولمقامه رضى أن يكون وإن خالف الأقلون حفظا للموجود وصيانة للحدود، وإن الحال[1/ب] المعهود فبايعوه وشايعوه عقب الزوال من يوم الخميس في سابع وعشرين رجب الأصب سنة أربع وخمسين وألف[6ديسمبر 1644م] بمنزل الإمام -عليه السلام- الشرقي من داره الطاهرة من سعدان ومحروس شهارة -عمرها الله بالتقوى-، ولم يعرف حينئذ وفاة الإمام إلا الخواص وهم: مولانا السيد العلامة شرف الدين الحسين بن أمير المؤمنين المؤيد بالله، ومولانا العلامة الفاضل صارم الدين إبراهيم بن أحمد بن عامر بن علي ، والسيد العلامة الطاهر التقي عبدالله بن أحمد بن إبراهيم القاسمي الشرفي ، والسيد العلامة حسام الدين ناصر بن محمد بن يحيى المعروف بصبح القاسمي الغرباني ، والسيد الزاهد العلامة محمد بن شرف الدين الحمزي الكحلاني ، والسيد الكبير الأعلم شرف الدين الحسن بن محمد بن علي بن صلاح القاسمي الشرفي ، والسيد الحبر العلامة شرف الدين الحسن بن علي بن صلاح القاسمي العبالي ، والسيد العلامة المتقن ضياء الدين عز الدين بن دريب بن مطهر السليماني التهامي والسيد العالم الكبير الحسين بن محمد بن علي الحسني الحوثي وغيرهم.
مخ ۹۴