46

Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān

تحفة الخلان في أحكام الأذان

پوهندوی

محمود محمد صقر الكبش

خپرندوی

مكتب الشؤون الفنية

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

۱۴۳۱ ه.ق

فوقَ رأسِهِ، فلا يزالُ كذلكَ حتَّى يفرَغَ مِن أذانِهِ، وإنَّهُ لَيُغْفَرُ لَهُ مَدَّ صوتِهِ، ثُمَّ يقولُ الرَّبُّ: صَدَقَ عبدِي، وشهدتَ شهادةَ الحقِّ؛ فَأَبْشِرْ)). وأخرجَهُ الحاكِمُ في ((تاريخِهِ)) (١).

وَرَوَى أبو الشَّيخِ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّهُ قال صلى الله عليه وسلم: ((للإمام والمؤذِّنِ مثلُ أجرٍ مَن صلَّى مَعَهُمَا))(٢).

فِهذِهِ الأحاديثِ تَبَيَّنَ أنَّهُ يشهَدُ للمؤذِّنِ كلُّ مَن يَسْمَعُ صوتَهُ؛ مِن الحيوانِ والجمادِ، وذلكَ غيرُ ممتَنَعِ عقلاً ولا شرعاً، بأنْ يخلقَ اللهُ فيها قوَّةَ السَّمع والكلام، حتَّى تشهدَ في الآخرةِ، ففي القرآنِ العظيمِ أنَّ السَّماءَ والأرضَ تكلَّمَنَا و﴿قَالَتَآ أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت: ١١]، وقال تعالى: ﴿وَإِن مِّن شَىْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: ٤٤].

وفي ((صحيحِ مسلمٍ)) من حديثٍ جابرٍ مرفوعاً: ((إنِّي لأعرفُ حَجَراً كَانَ يسلُمُ عليَّ))(٣).

(١) أخرجَهُ الدَّيلميُّ في الفردوس (١/ ٢٤٠) برقم (١٢٦٥)، وكتاب الحاكم غير مطبوع، والحديث موضوع، انظر السلسلة الضعيفة للألباني ٥/ ٢٤٠ برقم (٢٢١٣).

(٢) انظر: كنز العمال (٧/ ٢٣٩) وفيض القدير (٥/ ٢٨٩)، وعزاه إلى كتاب الثَّوابِ لأبي الشَّيخِ، وضعَّفَهُ.

(٣) أخرجَهُ مسلمٌ (٤ / ١٧٨٢) برقم (٢٢٧٧).

46