30

Tuhfat al-Khullān fī Aḥkām al-Adhān

تحفة الخلان في أحكام الأذان

پوهندوی

محمود محمد صقر الكبش

خپرندوی

مكتب الشؤون الفنية

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

۱۴۳۱ ه.ق

وقالَ القاضِي فيما كتَبَهُ إلى ابنِ العِمادِ: ((لقدْ رأيتُ لا يكتُبُ إنسانٌ كتاباً في يومِهِ، إلاَّ قيلَ في غُدْوَةِ ذلكَ اليومِ، لو قُدِّمَ هذا لكانَ أحْسنَ، ولو زيدَ على هذا لكانَ مسْتَحْسَنًا، ولو تُركَ هذا لكانَ أَخْصَرَ وأفضَلَ، ولو غُيِّرَ هذا لكانَ أمْثَلَ، وهذا مِن أعظمِ العِبَرِ استيلاءُ البعضِ على مَنْ سَبَقَ، والأغلَبُ وضوحُها عندَهم حالةَ وضعِها، فأشْكَلَتْ على مَنْ بعدَهم مِن أصلِها، وقَصُرَتْ أفهامُهُم عن حلِّها)).

وقالَ إِمامُ الحرمَينِ : ((مِن معظَمِ عِماياتِ الآخرينَ في تفصيلِ مسائلَ كانتْ بَيِّنةً عندَ الأوَّلِينَ)).

وحُكِيَ عن أبي القاسمِ الجنيدِ رَضِيَ اللهُ عنْهُ: ((أنَّهُ كانَ إذا جَرَى عندَهُ ذكرُ الصَّالحينَ؛ أنشدَ :

لا تُعْرِضَنَّ بذكرِنا في ذكرِهِ

ليسَ الصَّحيحُ إذا مَشَى كالمُفْعَدِ))

فإذا وقَعَ هذا في حقِّ هؤلاءِ الأعلامِ القدوةِ، فَلَنا بِهِم حينئذٍ أسوةٌ.

قالَ إمامُنا الشَّافعيُّ رَضِيَ اللهُ عنهُ: ((إِحرصْ على ما ينفعُكَ، وَدَعْ كلامَ النَّاسِ، فإنَّهُ لا سبيلَ إلى السَّلامةِ مِن ألسِنَةِ النَّاسِ)).

30