تحفة الاعیان لنور الدین السالمی

Nooruddin Al-Salmi d. 1332 AH
97

تحفة الاعیان لنور الدین السالمی

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

ژانرونه

وسبب ذلك أن صقر بن محمد كان قد بايع المسلمين على راشد بن النظر الجلنداني وأعان المسلمين بالمال والسلاح , فلما أزال الله ملك راشد بن النظر الفاسق وغير نعمته وأظهر الله دعوة المسلمين وكلمتهم , خرج على المسلمين رجل من أهل الشرق من بني هناة ومعه بنو هناة وغيرهم , وألقى إلى المسلمين أن أخا صقر مع البغاة , فلما ذكر ذلك لصقر قال: من يقول ذلك وأن أخي مريض عندي في الدار , وكان صقر يومئذ بسمائل , فلما هزم الله البغاة وظفر المسلمون بهم تحقق أن أخا صقر ابن محمد كان مع البغاة , فعند ذلك اتهموا صقر بالمداهنة لما ستر عنهم أمر أخيه وكان الإمام يومئذ في نزوى؛ وكان الوالي على سمائل رجل يقال له أبو الوضاح , فرفع أو الوضاح صقر إلى الإمام مع سرية بعثها الإمام لحمله , وخرج أبو الوضاح معه خوفا عليه من الشراة أن يقتلوه , وبعث الإمام إليه أيضا سرية أخرى وبعث معهم موسى بن علي فالتقوا بنجد السحامات , فبينما هم في مسيرتهم إذ اعترض بعض الشراة صقرا فقتلوه , فلم يكن للوالي أبي الوضاح ولا لموسى بن علي قدرة على منعهم من قتله.

قال أبو الحواري: وبلغنا أن موسى بن علي رحمه الله خاف على نفسه؛ فلو قال شيئا لقتلوه, قيل ولم يكن من الإمام غسان إنكار على من قتله , وكانت تلك الأيام صدر الدولة وقرتها وجمة العلماء فيحتمل سكوت الإمام أحد وجهين , إما أن يكون قد صح معه أن صقرا بايع عليه واستوجب بذلك القتل؛ فأسر إلى بعض الشراة أن يقتله؛ ولم يتشهر هو بقتله كي لا تكون عصبية , وإما أن يكون قد احتمل للقاتل أن يكون قد قتله بحق عمله , كما احتملوا ذلك في قتل عيسى بن جعفر , وأما خوف موسى على نفسه لو أنكر فلم يتحقق ذلك , وإنما هو نفس خوف وظن لما رأي من الشدة في الشراة والله أعلم.

مخ ۹۹