تحفة الاعیان لنور الدین السالمی
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
ژانرونه
وقد وصف منير بن النير سيرته للإمام غسان بن عبدالله فنعته ومن معه من بوارع كل قوم بما عرفوا به من المعروف والعدل والإحسان والصدق والاقتصاد والبصيرة والمعرفة والورع والزهد والتحرج والعبادة والسمت والحسن الجميل , قال لم يأخذوا الصدقة بغير حقها , ولم يضعوها في غير مواضعها , ولم يستحلوها من الناس على غير الإثخان في الأرض والحماية والكفاية والمكافحة عن حريم المسلمين بل أخذوا بحقها بعد أحكام الأمور التي تعنيهم في دين الله وحفظ الرعية , ثم وضعوها في مواضعها وقسموها على أهلها بحكم القرآن فريضة من الله والله عليم حكيم.
قال ثم بلغنا عنهم فيما استقام عليه رأيهم أن يرفضوا بصدقة البحر إلا ما طاب بأنفس الناس أن يبذلوه لهم , وذلك لما يتخوفون من الدخل عليهم في سبيل الله إذ لم يحموه قال ولا يولون أمرهم ولا يبعثون في حوائجهم ولا يستعملون على صدقاتهم وأهل رعيتهم ولا يستقضون على أهل ولايتهم إلا أهل الثقة وأهل العلم والفهم والورع والتحرج المعرفون بالفضل الموصوفون بالخير من أهل البيوتات من قومهم غير سقاط ولا أدعياء ولا متهمين ولا مقترفين؛ منهم موسى ابن أبي جابر والحسن بن عقبة والوليد بن خالد وموسى بن سعيد وجعفر بن بشر ومعين بن عمر ولوط بن سام وحميم بن المغيرة والهمام بن المغلس والنير بن عبدالملك وعبدالله بن أبي وعمارة بن همام ومحمد بن عبدالله بن سلوم وعمر بن يحيي وحميد ابن عبدالله ويحيي بن زيد وعمر بن عبدالله , وضرباؤهم من الناس لا يتعلق عليهم بالسباب ولا يلجأ إليهم القبيح , ولا يتهمون في دينهم , مرضيون في إخوانهم متبع رأيهم , معروف فضلهم معروفون به , قد أحكمت آراؤهم في قوة الحق وأحكام أمور الدين.
مخ ۷۳