تحفة الاعیان لنور الدین السالمی
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
ژانرونه
ذكر جماز بن مالك بن فهم وكان اسمه زياد بن مالك وكان قد ملك مائة وعشرين سنة وكان ملكه على معد وطوائف من اليمن.
قال العوتبي: وهو الذي ذكره الله تعالى في القرآن ووصف جنته فقال تعالى ( قال لصاحبه وهو يحاوره) إلى قوله ( ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلفا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما انفق وهي خاوية على عروشها ) فخرب الله جنته بكفره , وهو الذي تقول فيه العرب: لأنت أكفر من جماز.
قال: ولم يملك العرب قط ملك كان أعظم كبرا ولا أقتل لمعد منه , كان إذا رأى رجلا من معد دهينا حلق رأسه وإذا رآه جميلا ضرب وجهه , وإذا رآه متكلما هشم فاه , وكان هذا دأبه في معد وكان ملكه من بلاد العالية إلى جانب أيلة من الشام فصار كفره في الناس يضرب به المثل , ولم يستطع معد أن تخرج من سلطانه , فسار رجل من عدوان فدعا المستنير بن عمرو ويقال المستجير بن عمرو وجماعة الأزد فقال:
إلى الله أشكو لا إلى الناس أشتكي ... = ... بوائق جاءت من جماز بن مالك
فيا معشر الأسد الذين هم هم ... = ... خيار عباد الله ترضون ذلك
لكم شيمة لم يعطها الله غيركم ... ... =وساجح أحلام وأصل مرائك
قهرتم معدا غثها وسمينها ... ... =ملوكا لهم والقوم تحت السنابك
وكنتم خيار الناس ملكا وقدرة ... = ... فكيف بهذا بينكم شر مالك
ثم إن العدواني أقام بعمان مع الأزد في جوارهم , وخاف إن رجع إلى بلاده بلغ جمازا أمره , وأنه شكاه إلى قومه وأخوته فيعاقبه؛ فولد العدواني اليوم في الأزد.
ولأولاد مالك أخبار كثيرة ذكرها المؤرخون؛ وذكر العوتبي في الأنساب؛ ونحن نقتصر على الغرض المقصود والله أعلم.
مخ ۳۸