تحفة الاعیان لنور الدین السالمی
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
ژانرونه
ولأجل هذا الكتب غضبت الغلاة في أمر موسى وراشد على الإمام راشد بن سعيد غضب الخيل على اللجم، فأضمروا في أنفسهم ما أضمروا ولم يستطيعوا كيدا للإمام ولا إظهار عداوة، بل انقادوا في الظاهر وأخفوا بدعتهم في أنفسهم، كما سترى بعض كلامهم في إمامة حفص بن راشد. وتوفي رحمه الله تعالى في المحرم سنة خمس وأربعين وأربعمائة؛ وقبره بنزوى، وقد كان الإمام راشد بن سعيد يشاري قوما ثم مات، فكان أبو علي الحسن بن سعيد يفتي أن الشراة على ما كانوا عليه من الشرى وكان محمد بن خالد يفتي أن الشرى قد سقط عنهم.
باب إمامة حفص بن راشد
ذكر بعض السير أنه نصب من بعد راشد بن سعيد ولده حفص بن راشد؛ ولم يذكروا تاريخا لبيعته ولا لمدة إمامته؛ وظاهر كلام بعضهم أنه مات في الإمامة , فإنه قال مات ولم يعزله المسلمون.
وكلام أبي الحسن البسياني وهو من الغلاة في أمر موسى وراشد أن بيعته عنده صحيحة ولعل ذلك لسلوكه طريقة والده في أمر موسى وراشد فإن أبا الحسن سئل بما نصه: ما تقول أيها الشيخ في حفص بن راشد إن تاب ورجع وجددت إمامته يرجع إمام المسلمين أم لا فإن عقد له من متعلمي أصحابنا وثقاتهم خمسة أنفس تنعقد له الإمامة وإن بلينا به وطلب منا النصرة والخدمة ما نعمل وما يكون قولنا له.
( قال ) أما العقد الأول فإنه لم يصح وعلى ما ذكر بعض من دخل فيه رأيته عقدا غير ثابت وأمرا مشكلا وقد جرى بعد العقد الذي هو غير ثابت أحكام غير جائزة ومشهورة فسادها ودخل فيها من لم يكن يجوز أن يتقدم بأمرها ومع ذلك أيضا طلب منه تصحيح ذلك الحال أصحابنا فلم يبينه وقولنا في ذلك قول المسلمين ونحن نتوب إلى الله من كل خطأ وأما إن اجتمع أمر المسلمين والمشورة على شيء ووقع التراضي على إمامته فبعد التوبة وإظهار ذلك والأنصاف أو حجة جائز أن يعقد له إن تاب.
مخ ۲۷۱