245

تحفة الاعیان لنور الدین السالمی

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

ژانرونه

باب إمامة الخليل بن شاذان بن الصلت بن مالك الخروصي

وبويع له بالإمامة بعد راشد بن الوليد بزمان طويل تجبر فيه السلطان على أهل عمان وسامهم سوء العذاب بما بدلوا من نعمة الله؛ ولعدم وفائهم بعهد الله حين خذلوا الإمام راشد بن الوليد وظاهروا عليه عدوه؛ ومن أعان ظالما سلطه الله عليه وبقي أهل عمان يكابدون النكال تحت قهر الجبابرة من بني سامة وغيرهم حتى عقدوا الإمامة على الخليل بن شاذان في سنة سبع وأربعمائة , وفي بعض الكتب في سنة بضع وأربعمائة فسار بهم سيرة جميلة ودفع عنهم الجبابرة وأمنت بعدله البلاد واستراحت في ظله العباد ودانت له الممالك ووفدت إليه الوفود ولظهور العدل وانتشار الفضل.

وممن وفد إليه في ذلك أبو إسحاق إبراهيم بن قيس بن سليمان الحضرمي جاءه مستنصرا مستنجدا على حضرموت واليمن فقال في مسيره:

لقد جاءني من بعد أرضي وأوطاني ... = ... رجاء لنصر الدين من نحو إخواني

وذكر إمام شاع في الناس ذكره ... = ... وطاب الثنا فيه الخليل بن شاذان

فقطعت غيطانا وجاوزت أبحرا ... = ... إليهم أجر المجد من آل قحطان

وكم بلد خلفت فيها مشائخا ... ... = ... غطارفة غرا يرجحون اتيان

وما أن أراني في الذي رمت عائدا ... = ... ولا سيما إلا إلى مطلب عاني

وكم كانت الأشياخ أشياخنا الأولى ... = ... إذا طلبوا نصرا أمدوا بأعوان

وكم من إمام في الأولى حل مكة= ... ... وأعوانه في الصين أو في خراسان

وتالله لولا الدين أصبح مدحرا= ... ... لما كان بذل الوجه في الناس من شاني

ولكن بذلت الوجه في الناس أرتجي ... = ... من الأخوة الغر النهي نشر سلطان

برأي أصيل منهم وعصابة ... = ... ... مكرمة من أهل دين وعرفان

فلا تدفعاني يا هدار بجفوة ... ... = ... ويا حسن أني أخ منكما دان

ولست أرى حقي يغيب عليكما= ... إذا غاب عني من الناس حيران

فكيف إذا تخفي على الطلب سيرتي ... = ... ويطلب من مثلي علامات برهان

على أنني أدعو لأمر يحبه ... ... = ... ويعرفه الإنسان من ألف إنسان

أجيبا دعا داع مقيم هديتما ... ... = ... بناديكما يدعو إلى الحق ولهان أزيحا الأسى عني أزيحا فإنني ... = ... أبيت أقاسي حر وجد وأحزان

مخ ۲۵۴