تحفة الاعیان لنور الدین السالمی
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
ژانرونه
باب ذكر الجبابرة الذين تولوا عمان بعد الأئمة في الزمان الأول وقد تقدم الكلام في الجبابرة الذين كانوا قبل الأئمة. وذكر ابن خلدون في تاريخه أن عمان كانت بها في الإسلام دولة لبني سامة بن لؤي. قال وكثير من نسابه قريش يدفعونهم عن هذا النسب، أولهم بها محمد بن القاسم السامي، بعثه المعتضد وأعانه ففتحها وطرد الشراة إلى نزوى قاعدة الجبال؛ قال وأقام الخطبة لبني العباس وتوارث ذلك بنوه وأظهروا شعر السنة، يعني سنة القوم، قال ثم اختلفوا سنة خمس وثلاثمائة وتحاربوا ولحق بعضهم بالقرامطة؛ وأقاموا في فتنة إلى أن تغلب عليهم أبو طاهر القرمطي سنة سبع عشرة عند اقتلاعه الحجر؛ وخطب بها لعبيد الله المهدي وترددت عليها ولاة القرامطة والروافض وبقيت في أيديهم ورياستها للأزد منهم.
قال ثم سار بنو مكرم من وجوه عمان إلى بغداد واستخدموا لبني بويه وأعانوهم بالمراكب من فارس، فملكوا مدينة عمان وطردوا الشراة إلى جبالهم، وخطبوا لبني العباس، ثم ضعفت دولة بني بويه، فاستبد بنو مكرم بعمان وتوارثوا ملكها قال وكان معهم مؤيد الدولة أبو القاسم علي بن ناصر الدولة الحسين بن مكرم؛ وكان ملكا جوادا ممدوحا، قاله البيهقي ومدحه مهيار الديلمي وغيره. ومات سنة ثمان وعشرين وأربعمائة بعد مدة طويلة في الملك، وفي سنة اثنتين وأربعين ضعف ملك بني مكرم وتغلب عليهم النساء والعبيد فزحف إليها الشراة وملكوها وقتلوا بقيتهم ( قلت ) وبنو سامة هم رهط موسى بن موسى، ومحمد بن القاسم هو الذي ركب إلى محمد بن بور بالبحرين يستنصره. ثم منه إلى المعتضد ببغداد؛ وجاء بالعساكر إلى عمان على حسب ما قدمنا ذكره؛ فقويت بذلك شوكة الجبابرة وانحل نظام الخلافة، وصار الأمر دولة بين أهل الجور.
مخ ۲۴۹