237

تحفة الاعیان لنور الدین السالمی

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

ژانرونه

قال أبو سعيد: وذلك مما لا نعلم فيه اختلافا؛ فألقى بيده على منزله فأرسل إليه السلطان رسولا يعطيه منه الميثاق بالأمان. قال أبو سعيد فأعطاه ذلك بلسانه؛ قال ولم يبلغنا بحمد الله أنه عرضه ليمين ولا كان إلى باب السلطان من الوافدين؛ وإنما السلطان وصل إليه واضطره إلى ذلك وجبره قال فزانت معنا هنالك إمامته وثبتت للعذر الواضح ولايته. قال فلبث بعد ذلك قليلا محمودا ومات عن قريب من ذلك مفقودا.

قال وكان في عامة أموره غريبا معدوما؛ ولم يكن عند أحد من أهل الخبرة في أموره ملوما ولا مذموما، فجزاه الله عن الإسلام وأهله لما قدم فيه من حقه وعدله، وعنا وعن جميع من عرف صحيح فضله ما جزى إماما عن رعيته وأخا بصحيح إخوته.

وذكر المضيف على بيان الشرع أنه وجد أن دار عمان صارت دار كفر نفاق لا كفر شرك لعشرين يوما من ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وهذا الوقت هو وقت غلبة سلطان الجور على عمان وخذلان أهل عمان لإمامهم راشد ابن الوليد فيما يظهر من سياق التاريخ؛ فإن كان عقد الإمامة عليه بعد سعيد بن عبدالله حالا فتكون إمامته فوق أربع عشرة سنة، ثم صار الأمر من بعده لسلاطين الجور حتى أغاث الله عباده باجتماع الكلمة ونصب الخليل بن شاذان وسأل أبو سعيد بن سلاطين الجور الذين كانوا في زمانه: أيكونون مثل خردلة الجبار الذي أجاز أبو الشعثاء قتله غيلة؟ فقال هم أشد من خردلة، والله أعلم.

مخ ۲۴۶