229

تحفة الاعیان لنور الدین السالمی

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

ژانرونه

وكان من عدله وضبطه للرعية رضي الله عنه ما يحكى أنه ركض بقومه على حجرة بنزوى فاستفتحها وفقد أهلها بعد خروج القوم رزة باب؛ وشكوا إليه فطلبها حتى أتى بها بعينها وردها إليهم ( ويوجد ) أن حلقة حديد في رز باب قلعت من معسكر أصحاب يوسف بن وجيه فاتهم رجل أنه قلعها فحبسه الإمام سعيد بن عبدالله وكان ذلك بنزوى؛ ويوسف بن وجيه هو السلطان الذي حاربه الإمام حتى غلب عليه، وظهر الحق على رغم الأعداء؛ وسيأتي ذكره في باب الجبابرة، وللإمام إليه كتاب يذكر فيه حسن سيرة المسلمين في محاربته، وذكر له فيه أمر الحلقة التي حبس المتهم بها، ويأتي ذكر طرف من الكتاب عند ذكر يوسف بن وجيه إن شاء الله تعالى.

وقيل: أن أبا سعيد رضي الله عنه كان خزانه على المحبوسين منذ بلغ الحلم، وكان لأبي سعيد يومئذ نخلة وخمرة وهي شجرة العنب، قيل أنه يأكل من ثمر النخلة بلا خبز ولا حلاء؛ وله ثلاث نسوة موسرات لا يأكل من مالهن شيئا؛ وقد أخذنه لأجل علمه، وأحسب أنه كان يقسم ثمرة النخلة على السنة والخمرة للكسوة فيما قيل، هذا هو الزهد لمن عقله؛ هذا خازن السجانين، فما ظنك بأمراء الجنود وولاة القرى وقضاة الأحكام؛ بل ما ظنك بالإمام.

رضوا من الدنيا بفوت الأكل =وفارقوا الغيد ذوات الكلل

لم تختلبهم بالعيون النجل ولا بفضفاض نعيم دغفل

ولا سماع من غناء زجل =صم عن اللهو وقول الهزل

قد ألفوا كل علندي أفتل=عالي التليل أرحبني عنسل

يغشونه كل نجاد جرول=وكل مطموس الصوى من الفل

في طلب الفضل وفي التفضل=وعز دين الله بالترحل

إلى أولى البسطة والتطول

مخ ۲۳۸