تحفة الاعیان لنور الدین السالمی

Nooruddin Al-Salmi d. 1332 AH
200

تحفة الاعیان لنور الدین السالمی

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

ژانرونه

قال فسار الحواري والوليد ومن معهما يريدان نصر راشد وقتال شاذان وأصحابه؛ والله يعلم ما أرادوا , فالتقوا من قبل أن يصلوا راشدا , فهزم الحواري والوليد من معهما بعد أن قتل من قتل من أصحابهما؛ وسار شاذان وأصحابه فأخذوا راشدا من موضعه بلا حرب وضربوه وحبسوه , ووصل موسى ومن معه إلى العسكر وقد اجتمعوا من غير توبة وقدموا عزان بن تميم إماما , والله أعلم بأمورهم.

وقال أبو المؤثر: أقاموا ما شاء الله على غلطهم وخطاياهم ثم رجعوا على إمامهم فلم يقيموا عليه حجة ولا سموا له بحدث مكفر في دينهم , فسقطت الدماء دون عزله؛ ثم قدموا إماما كان مفارقا لهم مضللا لهم , فبايعوه ودخلوا في طاعته وخطبت خطباؤهم؛ وجعلوا ولاته ولاة لهذا الإمام؛ كما كانوا ولاة الأول ولاة للأوسط المخطئ , إلا أن هذا الثلث كان فيما ذكر لنا يستتب الولاة في السريرة ويثبتهم على أمكنتهم , ولم يكن هذا من سيرة المسلمين في الأئمة المحدثين , بل ما كانوا يستتيبون الناس من ولايتهم علانية غير سريرة , فرضي هذا الثالث بخلاف ما كان عليه السلف ثم رجعوا عليه ونقضوا.

وقال أبو الحسن البسياني : فإن كانوا بعزلهم صلتا محقين كما زعموا فقد كفروا لعزلهم راشدا؛ فإن قالوا إنه جائز لهم تقديم إمام على إمام متى شاءوا بحدث وغير حدث , فهذا مما لا يحتمل في الإسلام ولا تصح به الأحكام ولا يقول به أهل الأحلام , ولو صح ذلك لكانت إمامة معاوية صوابا على إمامة علي , فلما فارق المسلمون من قال بهذا القول علمنا أن من اقتدى بهم مبطل, وإن كان عقدهم لراشد خطأ وضلالا فقد كفروا بتقديمهم إياه على إمامة الصلت , لأنهم إن كانوا قدموا راشدا على الصلت كما زعموا جائز لهم فقد ضلوا بعزلهم إياه وتقديم آخر عليه من غير حجة فهذا ما لا يصح به.

مخ ۲۰۹