تحفة الاعیان لنور الدین السالمی
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
ژانرونه
قال: وقد كنا سمعنا أن راشدا خرج إليه إلى أزكي يسترضيه فلم يردك رضاه واخذ في عزله من غير أن يظهر عليه حدثا يعرفه الناس , إلا أنه يدعو إلى عزله كما يدعو إلى عزل الصلت بن مالك؛ بل كان الصلت بن مالك معه على ما كان يظهر منه خيرا من راشد قال فسار موسى ومن اتبعه حتى نزلوا فرق واجتمع شاذان ومن أجابه في موضع معاضدا لموسى؛ وكان الحواري بن عبدالله والوليد بن مخلد ومن أجابه في موضع يقال له سندان في أعلا من الموضع الذي كان فيه شاذان؛ وكان راشد في موضع الإمامة؛ والحواري ومن معه معاضدون له؛ فافترقوا بعد ما كانوا على يد واحدة وسار الحواري والوليد ومن معهما يردان نصر راشد وقتال شاذان وأصحابه , فالتقوا من قبل أن يصلوا راشدا فهزم الحواري والوليد وأصحابهما؛ وقتل من قتل من أصحابهما؛ ثم سار شاذان وأصحابه فأخذوا راشدا من موضعه بلا حرب وضربوه وحبسوه , ووصل موسى ومن معه إلى العسكر , وقد اجتمعوا بعد الفرقة من غير توبة , فاجتمعوا وقدموا عزان بن تميم إماما والله أعلم بأمورهم , وقد كان أبو المؤثر الصلت بن خميس يقول: إن بيعة عزان كانت صحيحة ثم لم يحمد سيرته حتى قتل والله أعلم.
وقال أو المؤثر: سار بهم الصلت بن مالك رحمه الله سيرة يعرفونها إلا ما قد يكون من الهفوة والزلة , والمسلمون لا يغتنمون العثرة ولا يردون التوبة , وقد كان متمسكا , وهو في ذلك دون من كان قبله من أهل الفضل من أئمة العدل؛ والآخر دون الأول , إلا أن المسلمين كانوا متمسكين بولايته يلون له إذا ولاهم ويعينونه إذا استعان بهم , لا نعلمهم يعصونه ولا يتناهون عن معونته إلى أن مضوا لسبيلهم رحمة الله عليهم.
مخ ۱۷۸