تحفة الاعیان لنور الدین السالمی
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
ژانرونه
وأعلم يا أخي أن هذه الدولة قد كان لها رجال لهم حلوم راجحة عالمة وقلوب سليمة؛ كانوا على أمر واحد يطأ الآخر أثر الأول , وقد كانت بينهم الأعتاب فلم يبلغ بهم الأمر إلى مثل هذه الغاية , فلم يزالوا على ذلك حتى مضوا فانقرضوا رحمة الله عليهم , ثم خلفنا نحن وأنتم من بعدهم وبليت بهذا الأمر من غير محبة مني فيه ولا طلب له؛ إلى أن طلب ذلك من طلب إلى من أفاضل المسلمين وأهل الفقه في الدين , ورغبت في طلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحق ورجوت نصرة المسلمين لي على ذلك؛ فكان يومئذ من قد عرفت من أشياخ المسلمين فقمت بهذا الأمر ما شاء الله والمسلمون لي أعوان نحن وهم على أمر جامع , إلى أن ذهب أهل الفضل ومن يحب الحق وأهل العدل , ونشأ شباب وناس ظهرت رغبتهم في الدنيا وطلبوا الرياسة فيها؛ وكان موسى هذا يصل إلينا ويقول أنه يأتي بنصح ويكاتب الناس ويؤلب على الدولة؛ ومرة ظهر الشتم لأهل الدولة , ومرة يطلب خلاف ذلك , فلم تزل الأيام ترقى به وهو يدعو الناس إنما يطلب الصلاح وإظهار الحق؛ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وويطلب إلينا مطالب الصلاح ولا أعرفها من الحق ولا مقاربة إلى ذلك؛ وأنا أدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه وآثار أئمة المسلمين.
مخ ۱۷۵