تحفة الاعیان لنور الدین السالمی
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
ژانرونه
وأعلم رحمك الله إنا إخوانك المشفقون عليك قد قلت ثقتهم بشأنك اليوم وأهل أمانتك التي أنت عليها اليوم عزيز , والذي نراه لك إذا اهتممت بولاية أن تتبين فيه أكثر من استخارة الله وتشير على ثقات إخوانك العالمين بالرجال الذي تريد أن توليه؛ فإنا عند ذلك نرجو لك التوفيق ويزول العذر عند الله فيه من مبالغتك في طلب عدله؛ والله عند نيتك وإرادتك؛ ولا تستغن في ذلك بقول رجل دون آخر وإن كان ناصحا فإنك عسى أن تجد عند هذا من العلم بالرجل مالا تجد عند هذا , فيأتي في ذلك الذي أسلم لك في دينك , وقد يدخل في هذا الأمر رجال يأتونك من طريق النصيحة لك ممن يجوز قوله عندك يزينون رجالا ويشيرون بولايتهم؛ فاستوحش رحمك الله من تلك الشورى ولا تعمل بها في الدين إلا من أهله؛ وليكن الذي تعمل به وتسأل عنه أنت لنفسك وتعرفه بمعرفتك , وأعلم رحمك الله أن كتابي هذا عام لجميع ذلك ومما دعاني إلى الكتاب إليك ولاية رجل أتانا أحببنا إلقاءه إليك من كراهية من كره ولايته , فكرهنا ما كره المسلمون من ذلك , ورأيت الكتاب فيه إليك للقول الذي قيل والسلامة وغنى يغنيك الله بمن هو أفضل وآمن لك في العاقبة عما ترتاب به. وقال المسلمون ولا خير في الريبة.
مخ ۱۲۳