تحفة الاعیان لنور الدین السالمی
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
ژانرونه
ويوجد أنه كان في أيام الإمام غسان ناس جئ بهم وكانوا قد استحقوا القتل في رأي بعض المسلمين , فشاور الإمام القاضي مسبح بن عبدالله فلم ير قتلهم فسجنهم الإمام , ثم ناظر المسلمون القاضي في قتلهم حتى رجع إلى القول بالقتل فدخل على الإمام فأخبره أنه رجع إلى القول بقتلهم , فقال الإمام لا أقبل ذلك منك إلا أن تقول به بين جماعة من المسلمين؛ لأنك أفتيت بمنع قتلهم في جماعة من المسلمين , فلما اجتمع الناس بالمسجد قم القاضي واقفا وقال إني كنت قد أفتيت الإمام بمنع قتل هؤلاء , وإني قد رجعت عن ذلك وأفتيته الآن بقتلهم, فأمر الإمام فضربت أعناقهم , وهذه سياسة من الإمام تقتضي بتبرئة ساحته من التهمة , وفيها تصلب عظيم من القاضي , جزاهم الله خيرا عن الإسلام وأهله.
ذكر شيء من نصائح العلماء للإمام غسان
فمن نصيحة أبي مودود له قال ولا قول الأمور من يختلف المسلمون عليك في عدله فيخون الله بخلاف الصادقين الذين يحبون الله يريدون وجهه وأنت تقدر معك الجهاد والاجتهاد وأنت بإذن الله قادر على بقية صلحاء الصادقين , ولا تأتمن على المسلمين إلا من رآه الصالحون أمينا فتحارب الله ولا تحل نصرتك ويحل خذلانك , ولا تطلبن العسر ومعك اليسر , ولا تختر على الله فإن الله يقول ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ).
مخ ۱۰۷