8
وإذا لحقتها (ما) فقيل[222]: تكفها عن عملها، وقيل[223]: لا

تكف، وتقدر مع ما بعدها مصدرية مجرورة بها، وهو الصحيح.

[حتى]

ومنها (حتى): ومعناها الغاية، وتجر الظاهر دون المضمر إلا في الشعر، نحو:

21- فلا والله لا يلفى أناس

فتى حتاك يابن أبي يزيد[224]

وزعم بعضهم[225] أنه غير مخصوص بالشعر.

والاسم المجرور بها إما صريح، كقوله تعالى: "حتى مطلع

الفجر"[226]، وإما مؤول ب(أن) لازما إضمارها، كقوله تعالى: "حتى يتبين لكم"[227]، وشرطها في جر الاسم الصريح بها أن يكون ما بعدها جزءا مما قبلها، نحو: ضربت القوم حتى زيد، أو كجزء نحو:

22- ألقى الصحيفة كي يخفف رحله

والزاد حتى نعله ألقاها[228]

لأنه في معنى: ألقى ما يثقله حتى نعله.

[رب]

ومنها (رب) على الصحيح[229] خلافا للكسائي[230] وابن الطراوة[231] في أنها اسم.

ومعناها التقليل[232]، وقيل: التكثير مطلقا[233]، وقيل:

في أماكن المباهاة والافتخار[234]، وقيل: لا تدل على تقليل ولا تكثير وضعا[235]، وإنما يفهم من السياق[236].

وتجر النكرة، نحو: رب رجل أكرمته ، والمضاف إلى ضمير مجرور عائد إلى مجرورها، نحو: رب رجل وأخيه، والضمير مفردا مذكرا مطلقا مفسرا بنكرة منصوبة على التمييز، نحو: ربه رجلا، ورجلين، ورجالا، وامرأة، وامرأتين، ونساء.

وأجاز الكوفيون مطابقة التمييز للضمير[237].

وتجر مضمرة بعد فاء الشرط، كقوله:

23- فإن أهلك فذي حنق لظاه

تكاد علي تلتهب التهابا[238]

وفي الجر بها بعد (بل) نحو:

24-

بل بلد ذي [صعد و][239] أوصاب[240]

وبعد الواو والفاء خلاف[241].

مخ ۱۶