الحصن مهم . وكان قد أخذ منهم حماعة أسازى ، فحملهم على حجمال أرسلها السلطان إليه، وسار بهم على جسر بقوب بيث يبصرونهم آهل صفد وكلا مهم فى صفد، فشاهدوهم على تلك الحال، فزادهم ذلك ذعرا وذلا، ال ونازلهم السلطان على الأثر، فأيقتوا أن لا مفر . وكان نزول السلطان على صفد ثامن شعبان، وقد حشد ها من العساكر كل قاص ودان، وحملت المحانيق إليها على أعثاق الرجال والمحردين من سائر البلاد والمدن والحبان ، لأنه ليس للجمال / مجبالها مجال من الوعوز والأهوال ، وأخذت النقوب فى أسوارها وأبراجها وزواياها وأركانها، واستمر التزال وشدد الحضار، وانتخبت الأمراء والمقدمون والأجناد والرجال والأبطال. فلما مضت مدة عشرة أيام والضيق متضاعف على القوم ، وكل يوم كر على الكفار من الحصار كأنه سنة أطارت عن أعيهم السنة والنوم ، أرسلوا إلى السلطان يلتمسون الأمان، فأجابهم إلى ما سألوا، وعلى ما إليه عولوا، وبذلوا التسليم، فقبل منهم ما بذلوا . ففي التاسع عشر من الشهر استظهر عليهم الاسلام، فالوا إلى الإستسلام، وفتحت الأبواب ، وقيل ادخلوها بسلام، فتسلمها السلطان ، وارتفعت الصناجق والآذان ، وأمر بأن يخرج أهلها إلى ثل بالقرب منها كانوا يقتلون فيه من ظفروا به من المسلمين، ويقتالوا بهم هناك متخرمين ومتحرمين، فجمعوا عليه حميعا وضربت رقابهم سريعا ورتب السلطان فيها نائبا، ونظر فى أحوالها ومصالحها وآلاتها، وعين حينئذ ما ما تحتاج إليه، وما لابد لأهلها من الاعتماد عليه من حواصلها وأموالها وغلالها، وأحضروا فى ذلك الوقت المبارك إليها خماعة من الرجال والمقدمين اوالأسباسلارية والنقباء الشاميين فأسكهم فيها، ورتب لهم الحامكيات ال و الجرايات والمعلوم الكثير والخير والير والفضل المنير ( وحمل إليها فى التاريخ المذكور ما يحتاج اليه من الآلات والسلاح والعدد من سائر الأجناس والأنواع ، الحقير والجليل من سائر البلاد والزردخانات والحواصل والمذخرات ولاحت عليها أنوار القبول ، وبلغ الله بلطفه وكرمه المسلمين غاية الأمل ونهاية السؤل ، وعمر فى الربغه جامعا لإقامة الجمعة والجماعات فى تلاوة
مخ ۵۷