وهذا الناصر آخر مليك من أولاد أيوب . وكان افتتاخهم الملك الناصر وختمت بالملك الناصر، فلم يستبق لهم ملك قبل . وعاد المظفر من الشام، قلما وصل القصير، وثب عليه أقوام من الأمراء فقتلوه فى الصيد، وكادوا لما أمكهم فرصة الكيد . وكان مقتله فى شهر ذى القعدة سنة ثمان وخسين وسمائه . فكانت دولته أحد عشر شهرا . وصار الأمر إلى الأمير ركن الدين بييرس البندقدارى بعده ولقب بالملك الظاهر، وذلك أنه كان فيمن قتل المظفر، وقيل انه هو الذى ضريه بسيفه . ولما عادوا من حيث قتلوه، أتوا الدهليز فنزلوه ، واجتمع إليهم من طابقهم وأوثقهم على الأمر، ووافقفم، وأجالوا الرآى فيمن يقعد فى الدست، ويقوم بالملك، وتعارضوه بينهم، وكل يظير الامتناع عنه والتباعد منه، ثم أحمعوا على المشار إليه، واتفقوا عليه، وبادروا معه إلى القلعة ، وانهزوا فرصة ( السرعة، فطلع صبيحة السبت السابع عشر من ذى القعدة سنة ثمان وخمين وسمائة. ولما طلع القاعة، جلس فى دست السلطنة، وابتدأ بأن يستحلف الأمراء والأكابر الاوالساثر العساكر وأرباب الأعلام والأقلام . وصرف همته إلى تدبير الدولة واعماد الحيلة قبل الصولة ، والترغيب دون الترهيب. ومكث شهورا ثلاثة لم يركب موكبا ، ولم يطلع له فى أفق الواكب كوكبا إلى أن أيقن أمره ، اوأمن من كل ذى مكر مكره، ثم ركب بعد ذلك . وفى هذه السنة أظهر الأمير علم الدين سنجر الحلبى بدمشق الاستتلال بالسلطنة، والاستبداد فى بلاد الشام بالمملكة، وركب فى الموكب ولقب نفسه بالمحاهد، وخطب له على المنابر . فكاتبه السلطان ليرجع عن رأيه، ثم سير إليه الأمير جمال الدين المحمدىليستميله إلى الطاعة وألطفه ممال جزيل وحوائصذهبا، ال وخلع وقماش، فأشهد على نفسه بالنزول عن الملك، والانسلال من الانسلاك فى هذا السلك ، ثم لم يلبث آن رجع إلى ما كان عليه، وركب
مخ ۴۵