ودخلت سنة تسع وتسعين وستمائة :
فيها تحركت التتار وتواترت الأخبار بحركتهم ، فلما تحقق مسير قازان ، خرج السلطان وهجر الأوطان وسار بالجيوش المنصورة وله يومثذ من العمر مس عشرة سنة . فما أحقه بقول القائل :
قاد الجيوش لخمس عشرة حجة
ولداته عن ذاك فى أشغال
قعدت بهم هماتهم وسمت به
هم الملوك وسورة الأبطال
ولما نزل على تل العجول نزول المتثبت لا العجول، اتفق قوم من التتر الأويراتية، الذى ذكرتا ورودهم إلى الديار المصرية، مع أحد المماليك السلطانية يسمى بر لطاى على أن يعيدوا كتبغا لما [أسدى] إليهم من الإحسان الذى كاذ معدودا من ذنوبه مذكورا فى جملة عيوبه، فهضوا لقصدهم وقد قضى الله بإتعاس جدهم .) وبينما الأمراء فى الموكب والسلطان فى دهليزه، شهر برلطاى سيفه واخترق الصفوف ، فسار إليه الواثقون بالسيوف ، فانشى الى جهة الدهليز وقد حضر الأمير سيف الدين بكتمر آمير جندار وفحصوا عنه وحاققوا هذا الوائب واقتصوا منه . وجمع من تم من ماليك السلطان وتيقظوا لهذه الحادثة ، فأمسكوا برلطاى ، وللوقت أرسله السلطان إلى الأمراء وقال لهم : حققوا هذا الواقع وافحصوا عنه وافعلوا فيه الواجب. وكان سلار فى الحالة الراهنة قد تحير فى فثته، والجاشنكير قد وقف جانبا جماعته اا و أهل صحبته. ثم انحاز سلار إليه فى ساعته، فكان الأمير سيف الدين بكتمر عونا للسلطان من قديم الزمان ، ونصيحا له فى السر والإعلان من ذلك الأوان فقتل برلطاى وأمسك الأويراتيه وشنقوا على غرة . وجدد الأمراء أمانا ال ومواثيق . وارتحل السلطان إلى دمشق يطوى الطريق. فلما دخلها أنفق فى
مخ ۱۵۶