الجاولى أستاذ دار وسيف الدين للملك الجوكندار، فحضر من الكرك مسؤولا مخطوبا، ووصل الى قلعته محبوا محبوبا، وكان وصوله يوم السبت رابع عشر جمادى الأولى وجلس فى الدست الذى هو أحق به وأولى، وقد أغنته سعادته عن الحيل وبلغته غاية الأمل، وجلس بين يدبه الأمراء الأكابر وأرباب المشاور.
قال الراوى وكنت فيمن أبعده منكوغمر وجرده، فحضرت من بلاد الشمونين وصادفت يوم جلوسه وتلقانى الدهر بطلاقته بعد عبوسه، فحمدت الله إذ أبعدنى عن الضراء وأدنانى من السراء . فجلست يومثذ ومن حضر من الأمراء ، وكان يوما عم سروره الوجود وملأت أفراحه التهائم والنجود، وأنشد لسان السعود يقول :
قد رجع الحق إلى نصابه
وأنت من دون الورى أولى به
ما كان إلا السيف سلته يد
ثم أعادته إلى قرابه
وتقرر أن يكون سيف الدين سلار نائب السلطنة المعظمة ، وركن الدين بيبرس الجاشنكير أستاذ دار العالية، والأمير سيف الدين بكتمر الجوكندار أمير جاندار . وكان مما ذكر فى شأن مولاتا السلطان، خلد الله ملكه، من الأشهار قول من قال :
يا أها الملك العالى المنار إذا
أهل الفخار سموا للجد والجود
شيدت بيت قلاوون فعشت له
فى ظل ملك على الأفاق ممدود
أعدت للدولة الغراء بهجها
فاملك كلك سليمان بن داوود
أشرقت كالشمس فى أبراج رفعتها
وكان عودك فى الأيام كالعيد
مخ ۱۵۵