ودخلت سنة ثمان وتسعين وستمائة:
فيها قتل حسام الدين لاجين الملقب بالمتصور ونائبه منكوتمر علوكه، و ذلك آنه أبرز آنيابه فعقر جميع خشتاشيته وأصحابه، فتغيرت القلوب عليه ونسبت الذنوب اليه:
ومن يربط الكلب العقور ببابه
فعتمر جميع الناس من رابط الكلب
وكان لا يقطع دونه أمرا ولا يبرم بغير رأيه حكما، وما لا يصدر عن رأيه عطله وكل مرسوم مخرج من خدومه بغير اشارته يبطله وهو راض منه هذه الأور وغير معترض عليه فى شىء من التدبير: شمو
فإلا تكن أنت المسىء بعينه
فانك ندمان المسىء وصاحبه
وكان المحرك لهذه الحادثة أن شخصا من الماليك السلطانية اللين أعانوا حسام الدين لاجين فى مقاصده اسمه كرجى كان قد قربه وقدهه على الماليك السلطانية ليستميل خواطرهم إلي ويعطف قلو بهم عليه، فكان پلازمه لبلا ونهارا ويفاوضه سرا وجهارا، فكره منكوتمر مداناته وأزمع مناواته، ثم عينه للنيابة بقلاع سيس الى افتتحها العسكر المحرد متقدما وهى تل حمدون ال وقلعة نجم وحميمصة، فقلق كرجى وارتاع وتحرق والتاع، وشكا إلى طفجى وغيره ما اتفق له وسأل لاجين الاعفاء فأجابه. وقد حصل فى نفسه و نفوس أصحابه من منكوتمر ما حصل. ثم بعد برهة يسيرة اتفق بين شخص آخر من الخاصكية طغاى يلوذ بطفجى وبين منكوتمر مفاوضة، فأغلظ له فى الخطاب وأسمعه أفظ الجواب، فجاء إلى طغجى باكيا واستصرخ به شاكيا،
مخ ۱۵۳