115

وقطعت أيدهم وأرجلهم وصلبوا وطيف بهم على الحمال، وتشوهت وجوههم بعد الجمال وسلبوا بسائر الأعمال، وما كان لهم من العز والجساء والمال، وصاروا شهرة فى الأمصار وعبرة لأولى الأبصار . ووقع بعدهم قبقرا أمير مجلس، فشنق فى سوق الخيل، وأمسك شمس الدين محمد ابن السلعوس الوزير وصودر واستصفى ما ظهر من آمواله وعوقب أشد العقاب حى مات تحت الضرب والاضطراب جزاء مما أسلفه من السعايات والنمائم ، ونفث السمائمفى الرمى بين السلطان والملك الأشرف وبين نائبه، فتمكن الفساد وتفاقم الشر وزاد . ولله القائل موصيا لبتيه وصية النبيل التبيه: شمر

واعصوا الذى يزجى النمائم بينكم

متنصحا ذاك السمام المنقع

يزجى عقاربه ليبعث بينكم

حربا كما بعث العزوق الأخدع

وقيل إنه لما استدعى للوزارة وهى المنصب الذى كان الشجاعى يليه، أرسل يستدعى أقاربه وألزامه من دمشق ، فكتب إليه واحد منهم هذين البيتين وهما :

تتبه يا وزير الأرض واعلم

بأنك قد وطئت على الأفاعى

وكن بالله معتصما فإنى

أخاف عليك من نهش الشجاعى

فحق القول فيه ونهشه الشجاغى نهشا لم يستطع تلافيه * وأما الشجاعى فإنه بسط يده ولسانه واتخذ جماعة ليكوتوا أعواته . فلما كان يوم من الايام فى شهر صفر من هذه السنة خرج الأمراء من بيوتهم إلى باب القلعة على العادة فى الخدمة، بينما يفتح باب القلعة، فيركيون للتسيير مع النائب ، فلم يشعروا الا وقد خرج رسالة باستدعاء أمراء معينين بأسمائهم كان السلطان قد طلبهم ، فدخلوا مع أمير جندار وقام الأمراء فنزلوا للركوب ولم يعلموا المطلوب، فأمسك أولئك الذين دخلوا فى الساعة الى حصلوا فيها، فلما سير الأمراء

مخ ۱۳۹