محبس الهاشمية ومن قتل فيه من أهل البيت عليهم السلام
وفي أيام أبي الدوانيق الملك الثاني من بني العباس، قتل: عبدالله بن الحسن بن الحسن، سنة خمس وأربعين ومائة، عن خمس وسبعين سنة. وأقام في الحبس ثلاث سنين، أفاده في المقاته.
وفيه بسند صحيح عن يحيى بن عبدالله بن الحسن، قال: لما حبس أبي عبدالله بن الحسن وأهل بيته جاء محمد بن عبدالله إلى أمي، فقال: يا أم يحيى ادخلي على أبي السجن، وقولي له: يقول لك محمد بأنه يقتل رجل من آل محمد خير من أن يقتل بضعة عشر رجلا، فأتيته، فدخلت عليه السجن، فإذا هو متكئ على برذعة في رجله سلسلة، قالت: فجزعت من ذلك، فقال: مهلا يا أم يحيى فلا تجزعي فما بت ليلة مثلها، قالت: فأبلغته قول محمد، قالت: فاستوى جالسا، ثم قال: حفظ الله محمدا، لا ولكن قولي له: فليأخذ في الأرض مذهبا فوالله ما نحتج عند الله غدا إلا أنا خلفنا وفينا من يطلب هذا الأمر.
وفيه بسنده قال: حدثني عيسى بن زيد، قال: حدثني صاحب محمد بن عبدالله أن محمدا وإبراهيم كانا يأتيان أباهما معتمين في هيئة الأعراب فيستأذنانه في الخروج، فيقول: لا تعجلا حتى تملكا، ويقول: إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين، فلا يمنعكما أن تموتا كريمين.
مخ ۸۶