فإن عشت لم أندم وإن مت لم ألم .... كفى بك داءا أن تعيش وترغما فلما نزل بستان بني عامر كتب إلى محمد أخيه وأهل بيته: من الحسين بن علي إلى محمد بن علي وأهل بيته، أما بعد فإنكم إن لحقتم بي استشهدتم، وإن تخلفتم عني لم تلحقوا النصر والسلام..إلى قوله: فلما وافى كربلاء، قال: في أي موضع نحن؟ قالوا: بكربلاء، قال: كرب والله وبلاء، هاهنا مناخ ركابنا ومهراق دمائنا..إلى قوله: وروينا عن زيد بن علي عن أبيه عليهما السلام أن الحسين بن علي عليهما السلام خطب أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أيها الناس، خط الموت على بني آدم كخط القلادة على جيد الفتاة ما أولعني بالشوق إلى أسلافي اشتياق يعقوب عليه السلام إلى يوسف وأخيه، وإن لي لمصرعا أنا لاقيه كأني أنظر إلى أوصالي يقطعها وحوش الفلوات غبرا وعفراص، قد ملأت مني أكراشها، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ليوفينا أجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله حرمته وعترته، ولن تفارقه أعضاؤه وهي مجموعة في حضيرة القدس تقر بهم عينه وينجز لهم عدته، من كان فينا باذل مهتجه فليرحل فإني راحل غدا إن شاء الله، ثم نهض إلى عدوه).
إلى قوله: فقام الحسين عليه السلام فيهم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: تبا لكم أيتها الجماعة وترحا، أفحين استصرختمونا ولهين متحيرين فأصرخناكم موجفين مستعدين، سللتم علينا سيفا في رقابنا..إلى قوله: فهلا لكم الويلات تجهمتمونا والسيف لم يشهر والجأش طامن، والرأي لم يستخف، ولكن أسرعتم إلينا كطيرة الذباب، وتداعيتم تداعي الفراش، فقبحا لكم فإنما أنتم من طواغيت الأمة، وشذاذ الأحزاب، ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان، وعصبة الآثام، ومحرفي الكتاب، ومطفئي السنن، وقتلة أولاد الأنبياء، ومبيدي عترة الأوصياء، وملحقي العهار بالنسب، ومؤذي المؤمنين وصراخ أئمة المستهزئين، الذين جعلوا القرآن عضين، وأنتم ابن حرب وأشياعه تعتمدون، وإيانا تحاربون.
مخ ۵۴