284

وليس في كلامهم «فعال» بالكسر تجمع على «فعل» بفتحتين غيرهما (1)، وقد تلحق بالجمعين هاء فيقال: ثلاثة أهبة وأهبة.

وربما استعملوا الإهاب في جلد الإنسان؛ يقال: غضب فلان حتى كاد يخرج من إهابه.

والأهبة، كغرفة: العدة. الجمع: أهب، كغرف.

وتأهب للسفر: استعد.

وأهبته تأهيبا: جعلت له أهبة.

وإهاب، ككتاب لا سحاب ووهم الفيروزابادي: موضع بناحية المدينة، وإليه يضاف بئر إهاب بالحرة الغربية، يقال: إن النبي 6 بصق فيها، ولذلك يتبرك بها أهل المدينة، ويسمونها زمزم، لبركتها.

الأثر

(لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار) (2) وفي رواية: (لو جعل القرآن في إهاب ما احترق) (3) هذا تمثيل وتخييل؛ لعلو شأن القرآن وجلالة قدره، والمعنى: لو كتب في جلد وألقي في النار وكانت النار مما لا تحرق شيئا؛ لعظم شأنه وشرف مقداره لم تمسه ولم تحرقه. ونظير ذلك قوله تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا) (4) الآية.

وقد كثرت أقوال العلماء في تأويل هذا الخبر، وكلها مدخول سوى ما ذكرناه (5).

مخ ۲۹۲