تفسير التبيان ج1
مثل قنو واقناء، وحنو واحناء. واذا صغرته قلت سمي.
قال الراجز: باسم الذي في كل سورة سمه والسمة ايضا - ذكره ابوزيد وغيره وقيل انه مشتق من وسمت وذلك غلط لان ما حذفت واو الفعل منه لا يدخله الف الوصل: نحو عدة ووعد، وزنه ووزن. لما حذفت الفاء لم تدخل عليه الالف وايضا كان يجب اذا صغران يرد الواو فيقال: وسيم، كما يقال وعيدة ووزينة ووصيلة في تصغير عدة وزنه وصلة.
والامر بخلافه وحكي عن ابن كيسان انه قال: انه لقب فلذلك ابتدئ به واتبع بالرحمن لانه يختصه ثم بالرحيم لانه يشاركه فيه غيره والصحيح انه ليس بلقب لان اللقب انما يجوز على من تجوز عليه الغيبة والحضور وهما لا يجوزان عليه ولانه يمكن وصفه بصفة لا يشاركه فيها غيره ولا معنى للقب لانه عيب والصحيح انه اسم مقيد لكنه لا يطلق إلا عليه تعالى وقيل في معناها قولان: احدهما - ان اصله لاه كما قال الشاعر:
كحلقة من ابي رياح
يسمعها لاهه الكبار
فادخل عليه الالف واللام والثاني: ان اصله إله فادخلت عليه الالف واللام ثم خففت الهمزة وادغمت احدى اللامين في الاخرى فقيل: الله وإله معناه يحق العبادة وانما يحق له العبادة لانه قادر على خلق الاجسام واحيائها والانعام عليها بما يستحق به العبادة ولذلك يوصف فيما لم يزل بانه إله ولا يجوز أن يكون إلها للاعراض ولا للجوهر لاستحالة ان ينعم عليها بما يستحق به العبادة وهو إله الاجسام: حيوانها وجمادها لانه قادر على ان ينعم على كل جسم بما معه العبادة وليس الاله من يستحق العبادة، لانه لو كان كذلك لما وصف فيما لم يزل بانه إله لانه لم يفعل الانعام الذي يستحق به العبادة ومن قال: انه إله للجماد فقد أخطأ لما قلناه من انه عبارة عمن يستحق العبادة وهو انه قادر على اصول النعم التي يستحق بها تفسير التبيان ج1
مخ ۲۶