تفسير التبيان ج1
وكرر آيتين بلفظ واحد فصل بينهما بآية واحد وقد ذكرنا الادلة على صحة ما ذهبنا اليه في خلاف الفقهاء ومن جعلها آية جعل من قوله " صراط الذين انعمت عليهم إلى آخرها آية ومن لم يجعلها كذلك جعل: صراط الذين انعمت عليهم آية وعندنا انه يجب الجهر بها فيما يجهر فيه بانقراءة ويستحب الجهر بها فيما لا يجهر فيه
الاعراب: وقوله تعالى " بسم الله " يقتضي فعلا تتعلق به الباء، ويجوز أن يكون ذلك الفعل قوله أبدأ أو أقرأ بسم الله أو شبهه أو قولوا بسم الله، ولم يذكر لدلالة الكلام عليه وحذفت الالف في اللفظ لانه ألف الوصل تسقط في الدرج وحذفت ههنا وحدها في الخط لكثرة الاستعمال ولا تحذف في قوله تعالى " إقرأ باسم ربك "(1) وقوله " فسبح باسم ربك " وما أشبه ذلك لقلة استعمالها هناك وذكر ابوعبيدة ان " اسم " صلة والمراد هو الله الرحمن الرحيم واعتقد قوم لاجل ذلك ان الاسم هو المسمى واستدلوا بقول لبيد
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
قال ومعناه السلام عليكما فاسم السلام هو السلام وهذا خطأ عظيم ذكرناه في شرح الجمل في الاصول ومعنى قول الشاعر ثم اسم السلام انه أراد به اسم الله تعالى لان السلام من اسماء في قوله " السلام المؤمن المهيمن " وهذا كما قال عليه السلام " لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر " اي ان الله هو الفاعل لما تضيفونه إلى الدهر وتسبونه لاجله ونظير ذلك ايضا قول القائل اذا سمع غيره يشتم زيدا وهو يريد عمروا(2) (زيد في هذا المكان هو عمرو) اي هو المراد بالشتم دون زيد ويحتمل ان يكون اراد اسم الله عليكما اي الزماه وانما رفع لانه اخر (عليكما كما قال الشاعر:
---
(1) سورة العلق آية 1.
(2) عمرو لا تقبل الواو في حالة التنوين بالفتح.
مخ ۲۴