طابق بين المفسر وبعض ما فسره فإن التفسير ان كان لقوله اقتحم طابقه لقوله ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ وما بعده دون ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ وما يليه وإن كان لقوله العقبة طابقة ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ﴾ دون قوله ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ وما بعده وإن كانت المطابقة حاصلة معنى فحصولها لفظًا ومعنى أتم وأحسن
واختلف في هذه العقبة هل هي في الدنيا أو في الآخرة فقالت طائفة العقبة ههنا مثل ضربه الله تعالى لمجاهدة النفس والشيطان في أعمال البر وحكوا ذلك عن الحسن ومقاتل قال الحسن عقبة والله شديدة مجاهدة الإنسان نفسه وهواه وعدوه والشيطان وقال مقاتل هذا مثل ضربه الله يريد أن المعتق رقبة والمطعم اليتيم والمسكين يقاحم نفسه وشيطانه مثل أن يتكلف صعود العقبة فشبه المعتق رقبة في شدته عليه بالمكلف صعود العقبة وهذا قول أبي عبيدة وقالت طائفة بل هي عقبة حقيقة يصعدها الناس قال عطاء هي عقبة جهنم وقال الكلبي هي عقبة بين الجنة والنار وهذا قول مقاتل إنها عقبة جهنم وقال مجاهد والضحاك هي الصراط يضرب على جهنم وهذا لعله قول الكلبي وقول هؤلاء أصح نظرًا وأثرًا ولغة قال قتادة فإنها عقبة شديدة فاقتحموها بطاعة الله وفي أثر معروف إن بين أيديكم عقبة كؤودًا لا يقتحمها إلا المخفون أو نحو هذا وأن الله سمى الإيمان به وفعل ما أمر وترك ما نهى عقبة
1 / 42