﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ وهذا ضعيف لوجهين أحدهما طول الكلام والفصل بين القسم وجوابه بجمل كثيرة والثاني قوله ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ ذكر لتقرير عقوبة الله الأمم المذكورة وهي عاد وثمود وفرعون فذكر عقوبتهم ثم قال مقررًا ومحذرا ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ فلا ترى تعلقه بذلك دون القسم وأحسن من هذا أن يقال إن الفجر في الليالي العشر زمن يتضمن أفعالًا معظمة من المناسك وأمكنة معظمة وهي محلها وذلك من شعائر الله المتضمنة خضوع العبد لربه فإن الحج والنسك عبودية محضة لله وذل وخضوع لعظمته وذلك ضد ما وصف به عادًا وثمود وفرعون من العتو والتكبر والتجبر فإن النسك يتضمن غاية الخضوع لله وهؤلاء الأمم عتوا وتكبروا عن أمر ربهم وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي قال ما من أيام للعمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر قيل يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله لم يرجع من ذلك بشيء فالزمان المتضمن لمثل هذه الأعمال أهل أن يقسم الرب ﷿ به
﴿وَالْفَجْرِ﴾ إن أريد به جنس الفجر كما هو ظاهر اللفظ فإنه يتضمن وقت صلاة الصبح التي هي أول الصلوات فافتتح القسم
1 / 28