تبیان په قرانی قسمونو کی

Ibn Qayyim al-Jawziyya d. 751 AH
20

تبیان په قرانی قسمونو کی

التبيان في أيمان القرآن

پوهندوی

محمد حامد الفقي

خپرندوی

دار المعرفة،بيروت

د خپرونکي ځای

لبنان

ژانرونه

علوم القرآن
محال فعنايته تقتضي ثبوت صفات كماله ونعوت جلاله وأنه الفاعل يفعل باختياره ما يريد. وكذلك النفس أقسم بها وبمن سواها وألهمها فجورها وتقواها فإن من الناس من يقول قديمة لا مبدع لها ومنهم من يقول بل هي التي تبدع فجورها وتقواها فذكر سبحانه أنه هو الذي سواها وأبدعها وأنه هو الذي ألهمها الفجور والتقوى فأعلمنا أنه خالق نفوسًا وأعمالها وذكر لفظ التسوية كما ذكره في قوله ﴿مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ﴾ وفي قوله ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾ إيذانًا بدخول البدن في لفظ النفس كقوله ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ وقوله ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم﴾ ﴿لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا﴾ ونظائره وباجتماع الروح مع البدن تصير النفس فاجرة أو تقية وإلا فالروح بدون البدن لا فجور لها وقوله ﴿قد أفلح من زكاها﴾ الضمير مرفوع في زكاها عائد على من وكذلك هو في دساها المعنى قد أفلح من زكى نفسه وقد خاب من دساها هذا القول هو الصحيح وهو نظير قوله ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى﴾ وهو سبحانه إذا ذكر الفلاح علقه

1 / 20