210

طب نبوي

الطب النبوي لابن طولون

ژانرونه

وأخرج الحافظ أبو نعيم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تداووا بألبان البقر فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء وبركة فإنها تأكل من كل شجر.

اللبن: وإن كان بسيطا في الحس إلا أنه مركب في أصل الخلقة تركيبا طبيعيا من جواهر ثلاثة: السمنية والجبنية والمائية, فالجبنية: باردة رطبة مغذية للبدن والسمنية: معتدلة في الحرارة والرطوبة ملائمة للبدن الإنساني الصحيح كثيرة المنافع, والمائية: حارة رطبة مطلقة للطبيعة مرطبة للبدن.

واللبن على الإطلاق أرطب وأبرد من المعتدل, وقيل قوية عند غلبة الحرارة والرطوبة, وقيل: معتدل في الحرارة والرطوبة, وأجود ما يكون حين يحلب, وأجوده ما اشتد بياضه وطاب ريحه ولذ طعمه وحلب من حيوان فتى صحيح معتدل اللحم محمود المرعى والمشرب يولد دما جيدا ويرطب البدن اليابس ويغذو غذاء حسنا, وينفع من الوسواس والغم والأمراض السوداوية, وإذا شرب مع العسل نقى القروح الباطنة من الاخلاط العفنة, وشربه مع السكر يحسن اللون جدا, والحليب يتدارك شرر الجماع, ويوافق الصدر والرئية, جيد لأصحاب السل.

ولبن البقر يغذو البدن ويخصبه ويطلق البطن باعتدال, وهو من أعدل الألبان, وأفضلها بين لبن الضأن ولبن المعز في الرقة والدسم, والإكثار من اللبن مضر باللسان والأسنان واللثة, ولذلك ينبغي أن يتمضمض بعده بالماء.

وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا ثم دعا بماء فتمضمض وقال: إن له دسما.

مخ ۲۲۴