وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة رضي الله تعالى عنها وعندها صبي يسيل منخراه دما فقال: ما هذا؟ قالوا: إنه العذرة، قال: ويلكن لا تقتلن أولادكن، أيما امرأة أصاب ولدها العذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطا هنديا فلتحنكه ثم تسعطه به فأمر عائشة فصنعت ذلك به فبرأ - إسناده على شرط مسلم.
والعذرة وجع الحلق وقيل دم يهيج فيه وتتأذى منه اللحمتان اللتان تسميهما الأطباء اللوزتين في أعلى الحلق على فم الحلقوم والنساء تسميها بنات الأذن يعالجنها بالأصابع لترفع إلى مكانها.
وقد روى أنه عليه السلام قال: لا تعذبن أولادكم بالذعر.
قال أبو عبيدة: الذعر أن ترفع المرأة تلك الموضع بأصابعها.
وروى زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت.
وذات الجنب قسمان حقيقي، وهو ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع، وغير حقيق، وهو ألم يشبه يعرض في نواحي الجنب عن رياح غليظة تحتقن الصفاقات وجعه ممدود ووجع الحقيقي ناخس.
والعلاج في الحديث الكائن من الريح، فإن القسط إذا نعم وخلط بزيت حار وذلك أو لعق كان أنفع شيء.
قال مسيح: وكان من فضلاء الأطباء وأعيانهم وله تصانيف في الطب, روى عنه ابن البيطار في جامعه الكبير: القسط يقوي الأعضاء الباطنة ويطرد الريح نافع من ذات الجنب, وقد علمت أنه العود الهندي, وأفضل العود القماري وأجوده الأزرق, وهو حار يابس, يقوي القلب والحواس, ويقال له الأكثر وقد استجمره صلى الله عليه وسلم بالأكثر غير مطراة مع كافور. رواه مسلم - انتهى مقدما ومؤخرا.
مخ ۲۱۸