قال في الموجز: ليتلق الربيع بالفصد والاستفراغ بالقيء واستعمال المطفئات ومسكنات المواد, ويجتنب المسخنات كلها كالحركة المفرطة, ويقلل الغذاء, ويلبس فيه السنجاب والمضربات الخفيفة, ويلزم في الصيف الهدو والدعة والظل والأغذية الباردة القامعة اللطيفة كالرمانية, ويهجر كل ما يسخن ويجفف وينقص الأغذية, ويكثر من الفاكهة الرطبة كالأجاص والخيار والبطيخ, ويلبس فيه الكتان العتيق, والاغتسال بالماء البارد يقوي البدن وينعشه ويجمع القوى ويقويها, وإنما يستعمل وقت الظهيرة لمن هو حار المزاج معتدل اللحم شاب, ويمنع منه الصبي والشيخ ومن به إسهال أو تخمة أو نزلة, ويجتنب في الخريف كل ما يجفف, وكثرة الجماع والاغتسال بالماء البارد وشربه وكشف الرأس والاستكثار من الفاكهة [الرطبة], وأما القيء فيه فيجلب الحمى, ويحترز من برد الغدوات وحر الظهائر, ويستقبل الشتاء بلبس الجبب والنيفق وأما الحواصل والدلق فمفرطات لا يحتملها إلا المبرود والمرطوب, ويلزم الأغذية القوية الغليظة كالهريسة والاستكثار من اللحوم الملطفات كالرشاد والأبزار الحارة, والقيء فيه مضعف والحركات القوية فيه نافعة - انتهى.
وقال الذهبي: وليتلق الربيع بتكثير الحمام, وليستقبل الشتاء بالأغذية القوية الغليظة والثرائد, وقد ورد النص في فضلها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام - رواه البخاري.
وقال: البركة في الثريد وليتوفأ الإسهال وأخرج الدم, وليكثر فيه
من الجماع -انتهى ملخصا- نكتة.
[مطلب شر الشتاء السخين]
قال عبد الغفار الفارسي في كتاب مجمع الغرائب في حديث معاوية بن قرة: ((شر الشتاء السخين)) وهو الذي لا برد فيه فيكون دفيا فالبرد في الشتاء محمود في أوانه كالحر في الصيف, وكذلك رواه الحربي في غريب الحديث وأورده صاحب النهاية بلفظ ((شر الشتاء السخين)) وقال: الحار الذي لا برد فيه, قلت: وذلك منذر بحدوث الوباء - والله أعلم.
مخ ۱۱۹