وعن جذامة بنت وهب أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لقد هممت أن أنهى عن الغيلة فنظرت في الروم وفارس فإذا هم يغيلون أولادهم فلا يضر أولادهم ذلك شيئا).
ثم سألوه عن العزل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ذلك الوأد الخفي وهو: {وإذا الموءودة سئلت} أخرجه م.
وقال مالك: الغيلة أن يمس الرجل امرأته وهي ترضع. وأغال ولده: إذا جامع أمه وهي ترضعه. وقيل: إذا أرضعته وهي حامل، واسم ذلك اللبن أيضا الغيل.
ويذعره: أن يصرعه ويهلكه لأنه لبن رديء من فضلة دم الحيض، لأن المرأة إذا حملت وأرضعت انقطع حيضها، وصار حينئذ إلى تغذية الجنين واندفع باقيه، وهو أردؤه، إلى الثديين، وكذلك في وقت الرضاع يندفع دم الطمث كله إلى الثديين، فيستحيل لبنا لتغذية الطفل، فلأجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام: (ويدرك الفارس فيذعره).
أي لا يزال تأثير الغذاء الفاسد بالرجل حتى يبلغ مبلغ الرجال، فإذا أراد مبارزة قرن في الحرب: وهن عنه.
وقوله صلى الله عليه وسلم : (لقد هممت أن أنهى). أي: نهي تنزيه، وإنما لم ينله لعلمه بما يلحق الزوج من الضرر بترك الوطء، ومكابدة الشهوة، ولعلمه بأن فارس والروم لم يضر أولادهم ذلك.
مخ ۲۷۰